العلاقات المصرية الروسية.. شراكة تاريخية واستراتيجية راسخة ومستقبل مشرق

وتعزز العلاقات المصرية الروسية مكانتها كأحد أهم محاور التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط، ويرتكز التعاون بين القاهرة وموسكو على شراكة استراتيجية شاملة تتعزز عاماً بعد عام، وتترجم على أرض الواقع من خلال التنسيق السياسي المكثف والعلاقات الاقتصادية والصناعية المتنامية، والحوار المستمر حول القضايا المحورية والمؤثرة إقليمياً وعالمياً.
وترتكز العلاقات بين مصر وروسيا على إرث طويل من التعاون المشترك والاستراتيجي الذي أثرى ملامح وركائز التعاون الفعال على مدى عقود طويلة. كما يشكل التعاون المصري الروسي سمة أساسية في بناء العديد من المشروعات الكبرى، بما في ذلك السد العالي، الذي يمثل نموذجًا للترابط بين البلدين الصديقين.
وتشهد العلاقات المصرية الروسية تطوراً ملحوظاً يشمل كافة مجالات التعاون والتنسيق رفيع المستوى بما يعزز الترابط الاستراتيجي الشامل لصياغة مستقبل مشرق للعلاقات القوية بين الجانبين.
لقد رسخت الشراكة المصرية الروسية خصوصيتها وتطورت بما يعكس وعي البلدين بأهمية الاستمرار في بناء إطار تعاون مستدام يحمي مصالحهما المشتركة لتصبح العلاقات على مستوى مؤسسي شامل يغطي مجالات الطاقة والصناعة والتجارة والثقافة والتعليم وكافة المجالات.
ويعكس اللقاءات العديدة بين رئيس الجمهورية " عبد الفتاح السيسي " والرئيس الروسي " فلاديمير بوتين " إن مستوى الثقة العميقة التي تحكم مسار العلاقات، والتشاور المستمر بين القيادتين يأتي في مرحلة دقيقة تشهد فيها المنطقة تحولات سريعة، مما يجعل التنسيق المصري الروسي عنصرا أساسيا في صياغة توجهات واقعية للحفاظ على الاستقرار وترسيخ السلام الإقليمي والدولي.
وزيرا خارجية مصر وروسيا د" بدر عبد العاطي " و " سيرجي لافروف " – في العديد من اللقاءات – عمق العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا والزخم المتزايد الذي تشهده في مختلف مسارات التعاون خاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري، والتنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد السفير الروسي في القاهرة " جورجي بوريسنكو" وأضاف أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية قوية وأواصر مشتركة تشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مضيفا أن الصداقة القوية التي تجمع الرئيسين " عبد الفتاح السيسي" و" فلاديمير بوتين " لقد تعززت علاقات التعاون الممتازة والقوية بين البلدين الصديقين، وسيشهد مستقبل العلاقات المصرية الروسية دفعة قوية وتطورا ملحوظا في ظل الروابط القوية التي تجمع الشعبين المصري والروسي.
كما أكد على دور مصر المحوري في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، مشيدًا بمؤتمر شرم الشيخ للسلام ودور مصر الرائد في إحلال السلام الإقليمي.
وعقدت خلال الأيام الماضية العديد من اللقاءات المهمة، والتقى مساعد رئيس جمهورية تتارستان مع روسيا " مراد جاتين " مع العديد من كبار المسؤولين في مصر، ومن بينهم نائب وزير الخارجية السابق وسفير مصر السابق في موسكو " عزت سعد " وكبار المثقفين لتعزيز التعاون في مجالات الشباب والتبادل العلمي والمعرفي، بالإضافة إلى ما ينفذه البيت الروسي في مصر في " القاهرة والإسكندرية " ومن بين العديد من الأنشطة التي تعزز العلاقات الاستراتيجية في مختلف جوانب التعاون التي نطمح إليها ونبني مستقبلاً مشرقاً لعلاقات متميزة برؤية عصرية.
وعلى مستوى التعاون الاقتصادي، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حجم التبادل التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى توسع الشراكات الصناعية. ويبرز في هذا السياق مشروع المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تشكل أحد أكبر المشاريع الاستثمارية الروسية خارج حدودها، ويهدف إلى تعزيز قدرة البلدين على زيادة الإنتاج الصناعي وتعميق العلاقات الاقتصادية.
كما يشكل التعاون في مجال الأمن الغذائي والزراعة أحد أهم مسارات العمل المشترك، خاصة في ظل ما شهده العالم من اضطرابات في سلاسل التوريد. وناقشت اللقاءات الثنائية التي عقدت مؤخرا آفاقا جديدة للتعاون الزراعي بما يسهم في دعم الأمن الغذائي المصري وتوسيع فرص الشراكات التجارية.
ويعد البعد الثقافي أحد ركائز التعاون الاستراتيجي في العلاقات بين القاهرة وموسكو، والتي شهدت نشاطًا مكثفًا خلال السنوات الأخيرة في ظل ما تنفذه بيوت الثقافة الروسية، خاصة فيما يتعلق بالتعاون في مجالات التبادل الشبابي والفنون والكتب والثقافة.
كما تمت مناقشة مشاريع تعاون جديدة مع المؤسسات المصرية في مجالات الرياضة والشباب والثقافة، بما يعكس رغبة الجانبين في توسيع نطاق التفاعل الشعبي والإنساني بين شعبي البلدين.
وتقدم العلاقات المصرية الروسية نموذجا متوازنا للتعاون الدولي القائم على التفاهم والبناء المشترك، وقد أثبتت السنوات الأخيرة أن القاهرة وموسكو قادرتان على صياغة مسارات جديدة للتعاون تخدم المصالح المشتركة وتدعم الاستقرار في منطقة تواجه واحدة من أكثر الفترات تعقيدا في تاريخها الحديث.
وتتقاسم مصر وروسيا رؤية مشتركة لمستقبل يضمن الأمن الإقليمي، ويعزز التنمية الاقتصادية، ويوسع آفاق التعاون الدولي متعدد المسارات، لتبقى العلاقات بين القاهرة وموسكو إحدى الركائز الأساسية لمعادلة الأمن الإقليمي، وقوة دافعة للحوار الدولي، وجسراً متيناً للتعاون بين الشرق والغرب في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى شراكات قادرة على مواجهة التحديات المشتركة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




