في يومه العالمي.. أبرز المحطات بمسيرة التطور في التلفزيون السعودي


في 17 ديسمبر 1996، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 نوفمبر يومًا عالميًا للتلفزيون، اعترافًا بتأثير التلفزيون المتزايد في صنع القرار من خلال لفت انتباه الجمهور إلى الصراعات والتهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن ودوره المحتمل في زيادة التركيز على القضايا الرئيسية الأخرى، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
إذاعة التلفزيون السعودي
بدأ البث الرسمي للتلفزيون السعودي في التاسع من ربيع الأول سنة 1385هـ، الموافق 7 يوليو 1965م، في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- عبر القناة السعودية، التي كانت أول قناة رسمية في المملكة، لتكون نافذة تطل من خلالها الدولة على شعبها والعالم.
وفي ذلك اليوم، تجمع المواطنون في المنازل في انتظار الإشارة الأولى البث التلفزيوني الرسمي من محطتي الرياض وجدة بالأبيض والأسود، في مشهد لا يزال عالقا في أذهان السعوديين بعد أكثر من نصف قرن.
لكن الانطلاقة الحقيقية للتلفزيون في السعودية كانت قد بدأت قبل 10 سنوات من الافتتاح الرسمي، حيث كان أول بث تلفزيوني له على مستوى الشرق الأوسط عام 1955م، عن طريق محطة تلفزيون الإرسالية الأمريكية في الظهران، والتي كانت تبث باللغة الإنجليزية ضمن منطقة الظهران، وتوقفت تماماً نهاية عام 1998م.
وبعد ذلك بعامين، في عام 1957، تم إنشاء تلفزيون أرامكو، وامتد بثه من الظهران إلى الهفوف، ليصل إلى بعض مناطق الخليج. وهذه المحطة التي انطلقت بعد حوالي ثلاثة أشهر من إنشاء تلفزيون بغداد، تبث باللغتين العربية والإنجليزية.
بدايات تأسيس التلفزيون السعودي
أول محاولة جادة إنشاء التلفزيون السعودي – بحسب كتاب للدكتور عبد الرحمن الشبيلي توثيق للتلفزيون السعودي – كانت بداية عام 1963 عندما أنشئت وزارة الإعلام وعين الشيخ جميل الحجيلان وزيرا لها، وكانت في ذهنه ثلاث أولويات: إنشاء التلفزيون السعودي، وإعادة تنظيم وضع الصحافة التي تحولت من صحافة الأفراد إلى صحافة المؤسسات المدنية، وإنشاء إذاعة العاصمة الرياض.
وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز، أصدر الأمير فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- بياناً أصدره ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك أعلن فيه عزم المملكة إدخال البث التلفزيوني إلى البلاد ضمن الإطار الأخلاقي للمجتمع السعودي المبني على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وفي عام 1383هـ، وافق مجلس الوزراء على مشروع إنشاء التلفزيون في المملكة العربية السعودية على مرحلتين، يتمثل في بناء محطتين مؤقتتين في الرياض وجدة، وإنشاء نظام تلفزيوني متكامل على أسس أكثر تقدماً.
أهم البرامج المقدمة
أبرز ما قدمه التلفزيون في ذلك الوقت، كان التلفزيون يشتري البرامج المستوردة والمدبلجة والمترجمة، بالإضافة إلى بعض الأغاني العربية. ومن خلال اشتراك التلفزيون السعودي في وكالة ترانستل الألمانية، قدم برنامج الألعاب والمسابقات الرياضية الشهير (Telematch) مترجماً إلى اللغة العربية، واستفاد برنامج (من كل قطرة بحر) مما استقبلته هذه الوكالة الألمانية.
وكان التركيز على البرامج الدينية والثقافية، وكان القرآن الكريم أول ما بدأ بثه على التلفزيون السعودي، حيث كانت تلاوة القرآن الكريم من أبرز ما ظهر في بداية البث، وهو ما يعكس القيم التي تأسس عليها الإعلام السعودي.
بدأ البث على قناة واحدة وهي قناة المملكة العربية السعودية، والتي تغلق في الساعة الثامنة مساء، وكانت ساعات البث في بداية البث التلفزيوني حوالي عشر ساعات أسبوعيا، أما في عام 1395هـ، الموافق 1975م، فقد بلغت ساعات البث الأسبوعية حوالي 50 ساعة.
وصول البث التلفزيوني إلى المناطق
وفي سنوات لاحقة، تم توصيل البث التلفزيوني إلى مكة والطائف من محطة جدة سنة 1387هـ، ثم محطة المدينة المنورة في شوال 1387هـ، ثم محطة القصيم في شعبان 1388هـ، ثم محطة الدمام في 15 رمضان 1388هـ، ثم محطة الباحة في 17 محرم 1389هـ، ثم محطة حائل في 2 صفر، 1389هـ، ثم محطة عسير في 20 ذي القعدة 1389هـ، ثم محطة. جيزان ونجران في 28 محرم 1390 هـ، ثم محطة تبوك في 24 صفر 1390 هـ، ثم محطة الجوف في 5 رجب 1390 هـ، ثم محطة عرعر ورفحاء في 23 ذي الحجة 1390 هـ، وأخيراً محطة طريف والقريات في 24 ربيع الآخر. 1391هـ.
توقف بث البرامج أثناء الأداء. الصلاة، بينما بشكل عام "1393هـ" بدأ الأذان على شاشة التلفزيون ببث مقطع بعنوان "من هدي النبوة" ثم توقف البث لأداء الصلاة، وبدأ التلفزيون ببث برامجه في الصباح، بدءاً من إجازة الصيف "1396هـ".
إطلاق البث الملون
انطلقت بداية البث الملون من جدة ومكة المكرمة في ذي الحجة عام 1394هـ؛ ثم استمر البث الملون في عدة مدن، بدءاً بالمدينة المنورة في 12 محرم 1395، ثم الطائف والباحة. أما سكان العاصمة الرياض، ففي الأول من شوال 1396هـ، احتفلوا بعيد الفطر، مع بدء البث التلفزيوني الملون في مدينتهم لأول مرة. كما توسعت التغطية الجغرافية تدريجياً لتصل إلى العالم العربي والعالمي من خلال البرامج الإذاعية والنقل المباشر للأحداث المهمة.
وفي عام 1392/1972م، بث التلفزيون السعودي مناسك الحج لأول مرة عبر الشبكات الفضائية لجموع المسلمين في مختلف بقاع الأرض، وقدر عدد الذين شاهدوا المناسك بنحو 700 مليون مسلم، بحسب الإحصائيات التي أجريت حول هذا البث حينها.
إطلاق القناة السعودية الثانية
وبقي البث التلفزيوني على قناة واحدة منذ بدايته حتى إطلاق القناة السعودية الثانية عام 1403هـ، وهي قناة أنشئت للمقيمين في المملكة الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية، أو الذين يعتبرون اللغة الإنجليزية لغتهم الثانية. تبث القناة عدداً من البرامج والمسلسلات والأفلام المتنوعة بالإضافة إلى نشرات الأخبار، فيما توقف بثها عام 2017م. وقناة العالمية، قناة أجيال، والقناة الاقتصادية، وكذلك القناة الثقافية، وقناة القرآن الكريم، والتي بدأت بثها عام 2009م، وتبث مباشرة على مدار الساعة من المسجد الحرام، وقناة السنة، والتي تبث من المسجد النبوي، وتعرض برامج أدعية ودينية على مدار اليوم.
وفي إطار هذه الجهود انطلقت قناة SBC في عام 2018م لتكون قناة ترفيهية عصرية تستهدف الشباب والعائلات السعودية بمحتوى عصري ومتنوع، كما شهد عام 2020م إطلاق قناة ذكريات التي تهدف إلى إحياء الأعمال الفنية والثقافية القديمة وتقديمها لجيل جديد لم يتمكن من مشاهدتها عند عرضها لأول مرة.
كما واصلت القناة السعودية دورها كواجهة إعلامية رسمية، تعرض من خلالها المناسبات الوطنية والخطابات الرسمية والبرامج الثقافية والدينية والاجتماعية التي تمثل هوية المملكة.
هيئة الإذاعة والتلفزيون
أعلنت المملكة في 7 رجب 1433هـ الموافق 29 مايو 2012م؛ تحويل التلفزيون والإذاعة السعودية إلى هيئة عامة. والتي حملت الاسم "هيئة الإذاعة والتلفزيون"وجاء هذا الإعلان بقرار من مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة كهيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية، ترتبط تنظيمياً بوزير الثقافة والإعلام، ومقرها الرئيسي مدينة الرياض. وفتح هذا القرار الباب أمام خيارات متنوعة للقنوات التلفزيونية التي تتابعها مختلف شرائح المجتمع السعودي.
ونتيجة لذلك، انتقلت القنوات السعودية الرسمية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وضمن خطة التطوير التي أقرتها وزارة الإعلام؛ العمل بتقنية HD على كافة الترددات والأقمار الصناعية المختلفة وذلك لإعطاء الصورة مظهر أكثر وضوحاً بتقنية عالية الجودة والدقة.
وامتد التطوير إلى المجال الرقمي، حيث توسع التلفزيون السعودي في استخدام المنصات الرقمية مثل البث المباشر عبر الإنترنت، وتطبيقات الهواتف الذكية، بما في ذلك المنصة الأولى وSOD باللغة الإنجليزية، لتسهيل الوصول إلى المحتوى في أي وقت ومن أي مكان. كما تم توفير الفرص للمواهب السعودية للمشاركة الفعلية في مجالات العرض والإعداد والإنتاج، دعماً لمسيرة الدولة لتوطين صناعة الإعلام. وتعزيز حضورها.
أول مذيعة وأول مذيعة
ويعتبر الدكتور محمد أحمد الصبيحي أول مذيع وإعلامي سعودي يظهر تلفزيونيا في المملكة، حيث افتتح البث في قناة تلفزيون جدة، ويعتبر من الشخصيات الإعلامية البارزة في الإعلام المسموع والمرئي في السعودية.
وتميز الدكتور الصبيحي بجودة صوته الباريتون، وعمل في عدد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية، حيث كان من أشهر البرامج التي قدمها البرنامج "أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم"ما يطلبه المستمعون"
نوال بخش، إعلامية سعودية، مديرة قسم الأسرة والطفل في إذاعة الرياض، حيث عملت منذ تأسيسها عام 1384هـ. كما أنها أول فتاة سعودية تظهر على تلفزيون المملكة عام 1386هـ.
التحقت بالعمل الإذاعي في إذاعة الرياض 1964-1384 وكانت أول مذيعة سعودية. وبعد سنوات قليلة انتقلت للعمل في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي وكانت أول امرأة تظهر على شاشة التلفزيون. تخصصت في تقديم برامج المرأة والطفل وتفرعت برامجها لتشمل المجالات الاجتماعية والخيرية والنسائية.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




