الإمارات أكبر سوق سياحية لألمانيا خليجياً.. و7.7% نمواً في تدفق السياح أول 10 أشهر

أكدت الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني الألماني للسياحة، بترا هيدورفر، أن دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت من أهم ركائز دعم صناعة السياحة الألمانية، مشيرة إلى أن السوق الخليجية تحتل اليوم المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الأهمية بعد الولايات المتحدة والصين، مع نمو مستمر في أعداد الزوار القادمين إلى ألمانيا.

وقال هيدورفر إن الإمارات تعد أكبر سوق خليجي للسياحة إلى ألمانيا، إذ تستقبل وحدها نحو 30% من عدد السياح الخليجيين إلى ألمانيا، ونحو 46% من الرحلات الجوية من دول مجلس التعاون الخليجي المتوجهة إلى المدن الألمانية. كما سجلت ألمانيا نمواً بنسبة 7.7% في عدد السياح القادمين من الإمارات خلال الفترة بين يناير وأكتوبر 2025، فيما ارتفع عدد الرحلات الجوية بين البلدين بنسبة 14.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعكس قوة واستمرارية الطلب.

وكشف هيدورفر أن عدد ليالي الإقامة التي سجلها السائحون من دول مجلس التعاون الخليجي وصل إلى 1.2 مليون خلال العام الماضي، فيما سجلت ألمانيا 900 ألف ليلة للسائح الخليجي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، في مؤشر واضح على قوة السوق الخليجية.

وأشارت إلى أن المجلس الوطني الألماني للسياحة يحتفل بمرور 20 عاما على تواجده المستمر في دول الخليج، مؤكدا شراكاته الراسخة وتفاعله المتفاني مع المسافرين في المنطقة، مشيرة إلى أنه مع وصول حجم الإنفاق إلى 2.3 مليار يورو في عام 2024، عززت دول مجلس التعاون الخليجي مكانتها كثالث أكبر سوق أجنبي مصدر للسياح إلى ألمانيا.

وذكرت أنه بينما نحتفل بمرور 20 عامًا في دول مجلس التعاون الخليجي، أصبح التزامنا تجاه المنطقة أقوى من أي وقت مضى. لقد أصبحت دول الخليج واحدة من أهم أسواقنا الخارجية، مدفوعة بالمسافرين الذين يقدرون الجودة والراحة والاكتشاف الثقافي والخدمة الشخصية.

وأضافت: على مدى العقدين الماضيين، تعمق فهمنا لتوقعات زوار دول الخليج، وعملنا بشكل وثيق مع شركائنا لتقديم العروض التي تلبي احتياجاتهم. وفي المستقبل، سنواصل الاستثمار في الأدوات المبتكرة والتفاعل الرقمي والتجارب المخصصة، لضمان شعور كل مسافر من دول الخليج بالترحيب والإلهام عند استكشاف ألمانيا.

وأشارت إلى أن نحو 40% من الزوار الخليجيين يزورون ألمانيا لأغراض العمل، فيما يأتي الباقي لأغراض السياحة والترفيه. كما أن 70% من المسافرين الخليجيين هم زوار متكررون، وأغلبهم زاروا ألمانيا أكثر من أربع أو خمس مرات، وهو ما يعكس مستوى الولاء والثقة بالوجهة.

وأضافت أن عدداً كبيراً من المواطنين الخليجيين يمتلكون الآن عقارات في ألمانيا، خاصة في جنوب البلاد والمناطق المحيطة بميونيخ، حيث قام الكثيرون بشراء شقق وفلل خلال السنوات الماضية، مما يعزز ارتباطهم السياحي والاقتصادي طويل الأمد بألمانيا.

وقالت إن ألمانيا سجلت 37.5 مليون سائح في عام 2024، واستقبلت 28.5 مليون زائر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، مما يجعلها الوجهة التاسعة الأكثر زيارة في العالم، ورابع أكبر وجهة أوروبية للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد هيدورفر أن السياحة تمثل 11% من الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا، في حين بلغ إنفاق السياح الأجانب نحو 77 مليار يورو، مما يجعل القطاع عنصرا أساسيا في الاقتصاد الألماني.

وعن الوجهات المفضلة للسياح الخليجيين، قال هيدورفر إن ولاية بافاريا تتصدر القائمة بفارق واضح، خاصة مدينة ميونيخ وغارميش والمناطق المحيطة بهما. وأضافت أن هامبورغ تشهد نمواً متزايداً في الطلب بفضل الرحلات الجوية المباشرة وطابعها الساحلي الهادئ وثقافتها البحرية، في حين تستقطب العاصمة برلين شريحة واسعة من جيل الشباب بفضل طابعها الفني والثقافي المتنوع وحيويتها.

وشدد هيدورفر على أن ألمانيا ملتزمة بتقديم سياحة عالية الجودة مع التركيز على الاستدامة البيئية، وقال إن وكالات السياحة الألمانية تعمل على قياس البصمة الكربونية للمسافرين ورفع الوعي البيئي، في وقت تحرص فيه ألمانيا على الحفاظ على بيئتها كجزء من هويتها السياحية.

وأشارت إلى أن المكتب الوطني الألماني للسياحة أطلق دليل «السفر الحلال في ألمانيا»، وهو مرجع مصمم لمساعدة المسافرين المسلمين على التخطيط لرحلات مريحة تتناغم مع تراثهم الثقافي في مختلف أنحاء ألمانيا. الدليل متوفر باللغتين الإنجليزية والعربية، ويعتبر خطوة مهمة نحو توفير تجربة سفر تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الدينية والثقافية للمسافرين المسلمين، وخاصة من دول الخليج.

وقالت: يعمل المجلس الوطني الألماني للسياحة على تعزيز تواجده الاستراتيجي في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعكس النفوذ المتنامي للمنطقة باعتبارها واحدة من أبرز أسواق السياحة الألمانية في الخارج.