أخبار الخليج

جواهر القاسمي تشهد انطلاق النسخة الثالثة من منتدى سلامة الطفل

جواهر القاسمي تشهد انطلاق النسخة الثالثة من منتدى سلامة الطفل     

الشارقة في 26 نوفمبر/ وام/ شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع اليوم انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من منتدى سلامة الطفل 2025 الذي جاء تحت شعار “نصون براءتهم” وذلك في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بحضور معالي سناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة إلى جانب قيادات مؤسسات الأسرة والطفولة وخبراء محليين ودوليين في مجالات علم النفس والتربية والحماية الرقمية وممثلين عن المؤسسات التعليمية والاجتماعية وأولياء الأمور والمهتمين بالشأن الأسري.

وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ” إنّ حماية الطفل ليست خياراً اجتماعياً بل أمانة والتزاما أخلاقيا وواجبا يرتقي فوق كل اعتبار موصية كل أب وأم بأن يقضوا وقتاً نوعياً مع أبنائهم والإصغاء لمشاعرهم ومشاركتهم عالمهم والاطمئنان عليهم والتحدث وتقديم النصح والتوجيه لهم فوجودهم القريب هو ما يمنح الطفل ثقته بنفسه وأمانه الداخلي ويجعله قادراً على مواجهة ما حوله دون خوف أو ارتباك”.

وأضافت سموّها ” نحن نؤمن أن الوقاية تبدأ من قلب الأسرة وأن قربكم من أطفالكم هو الحماية الأعمق والأصدق فكونوا لهم السند الذي يعودون إليه والعين التي ترى ما لا يستطيعون التعبير عنه فكل لحظة تقضونها معهم هي استثمار في سلامتِهم ومستقبلهم”.

واستناداً إلى رؤية إمارة الشارقة في تعزيز مكانتها كبيئة آمنة وشاملة أكدت سموها أن إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة اعتماد إمارة الشارقة رسمياً مدينة صديقة للطفل والعائلة يأتي امتداداً لمسيرة طويلة من العمل المتواصل الذي بدأته الإمارة منذ خمسينيات القرن الماضي والهادف إلى ترسيخ منظومة اجتماعية داعمة للأسرة وإلى بناء مجتمع يضع الطفل ورفاه الأسرة في قلب خططه التنموية”.

من جانبها أكدت هنادي اليافعي مدير عام مؤسسة سلامة الطفل أنّ الشارقة تنطلق في رؤيتها نحو حماية الطفل من فلسفة واضحة أرساها صاحب السمو حاكم الشارقة ورسّختها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي بجهودها ومبادراتها الداعمة للأسرة، مشيرة إلى أنّ التحديات التي يواجهها الأطفال اليوم تختلف جذرياً عمّا عرفته الأجيال السابقة حيث بات العالم الرقمي يتسلل إلى غرفهم دون حواجز حاملاً معه أفكاراً وسلوكيات قد لا تتوافق مع قيم الأسرة والمجتمع.

واطّلعت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي على الفعاليات المصاحبة للمنتدى ومن أبرزها “غرفة المشاعر” التي تهدف إلى منح الحضور تجربة حسّية تحاكي عالم الطفل الداخلي عبر مواقف صوتية وتفاعلية تُظهر تآثير الحب والاحتواء وتأثيرات الإساءة أو الإهمال ليعيش الحضور ما قد يشعر به الطفل في مواقف مختلفة ويستوعب حجم الأثر النفسي الذي قد لا يستطيع الطفل التعبير عنه إلى جانب “منصة القانون” التي تستعرض التشريعات الوطنية المتعلقة بحقوق وحماية الطفل وتتيح للحضور كتابة مقترحات قانونية يرون ضرورتها لتعزيز منظومة الحماية في خطوة تهدف إلى إشراك المجتمع في بلورة رؤى مستقبلية أكثر أماناً للأطفال.

وشهدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الجلسة الافتتاحية من المنتدى التي حملت عنوان “العالم يتسلل إلى بيوتنا.. من يربي أطفالنا ” وتحدث فيها كل من الدكتور محمد الكعبي رئيس دائرة القضاء في إمارة الشارقة والدكتورة هند البدواوي مستشارة نفسية واختصاصية حماية الطفل في نيابة الأسرة والطفل بدائرة القضاء بأبوظبي وموزة الشومي نائب رئيس جمعية الإمارات لحماية الطفل والمستشار الأسري الدكتور خليل الزيود.

و قدّم المتحدثون خلاصة خبراتهم في التربية والعلوم السلوكية وحماية الطفل حيث أوضح سعادة الدكتور محمد الكعبي أن حماية الطفل تشمل حقوقه في الحب والاحتواء والاحترام إضافة إلى الرعاية الجسدية، لافتاً إلى دور التشريعات في صون هذه الحقوق وأهمية تعاون الأسرة مع الجهات المختصة لضمان سلامة الطفل ورفاهيته النفسية.

من جانبها ركّزت د. هند البدواوي على مفهوم “تربية الضمير قبل السلوك” مؤكدة أن الطفل يفعل الصواب لقناعته به لا خوفاً من الرقابة، داعية إلى بناء علاقة آمنة وتسمية المشاعر وتوفير قدوة ثابتة واستخدام لغة تشجّع التفكير والإصلاح بدل العقاب لما للكلمات اليومية من أثر مباشر على نمو الدماغ وبناء الصوت الداخلي للطفل.

و أكدت موزة الشومي أن الأسرة تظل المصدر الأول للأمان العاطفي والانتماء والاحترام، مشيرةً إلى أهمية تزويد الأطفال بمهارات التعامل مع العالم الرقمي وتفعيل القوانين الأسرية التي تمنع الإهمال والسلوكيات المؤذية.

وأوضح الدكتور خليل الزيود أن دور الأسرة اليوم لم يعد حماية الطفل من العالم الخارجي بل تهيئته للتعامل معه عبر «مناعة نفسية» تبنى بالاتساق بين الوالدين والحوار والعاطفة ووضع قوانين منزلية واضحة، مشدداً على أهمية الوعي بالشاشات والخصوصية الجسدية.

وتناولت الجلسة الثانية بعنوان “الخوف من المجتمع : هكذا يصبح الصمت عدواً ” كيف يمكن للخوف من أحكام الآخرين أن يمنع الطفل من التعبير عمّا يمر به من ضغوط أو إساءات.

وأكدت الجلسة على أهمية توفير بيئة أسرية آمنة تُشجّع الطفل على الحديث وتعزّز ثقته بنفسه، وتمنحه مساحة للتعبير دون تردد إلى جانب دور المجتمع في تخفيف الوصمة المرتبطة بالمشكلات السلوكية والنفسية لدى الأطفال.

وركزت الجلسة الثالثة بعنوان “أباء يصنعون الفرق عبر الأجيال” على الدور المحوري للآباء في تشكيل شخصية الطفل عبر الأجيال وعلى تأثير الحضور الأبوي في بناء الأمان العاطفي والثقة لدى الأبناء.

كما تطرقت إلى أهمية القدوة في السلوك اليومي، والتوازن بين الحزم والرحمة ودور التواصل الأسري في تعزيز الروابط وبناء بيئة مستقرة و كيفية سد الفجوة الرقمية بين الآباء والأبناء لضمان فهم أفضل للعالم الذي يعيش فيه الطفل.

يأتي انعقاد المنتدى هذا العام تأكيداً على النهج الذي تبنته الشارقة في دعم قضايا الطفولة وتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية وليكون منصة حوارية رائدة تُسهم في استشراف مستقبل حماية الطفل في ظل المتغيرات المتسارعة التي يفرضها العالم الرقمي والاجتماعي ودافعاً لتطوير سياسات وحلول عملية تُعزّز سلامة الأطفال ورفاههم النفسي والعاطفي .

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : wam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى