إيران وحلفاؤها يستعدّون لردّ منسّق على إسرائيل.. هل سيشبه الرد على قصف القنصلية؟

ملخص:
- وتستعد الميليشيات الإيرانية للرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد حماس وحزب الله بشكل منسق لتجنب المواجهة الشاملة.
- وناقش المسؤولون الإيرانيون سيناريوهات الرد مع ممثلي الجماعات الموالية لإيران في اجتماع عقد في طهران بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
- ويتوقع الخبراء أن يؤدي التصعيد إلى تعميق التنسيق التكتيكي بين إيران وحزب الله وحلفائهما.
- وأكدت إيران وحزب الله أن الرد سيكون قويا لتجنب المواجهة الشاملة.
- وتستمر الضغوط الأميركية لمنع امتداد الحرب في قطاع غزة إلى جبهات أخرى.
ويقول محللون إن الميليشيات الإيرانية تستعد لرد منسق على الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد حماس وحزب الله، مع الحرص على عدم الانجرار إلى مواجهة واسعة النطاق.
وبحث مسؤولون إيرانيون مع ممثلي جماعات موالية لإيران، بينها حزب الله وحماس، خلال اجتماع عقد في طهران الأربعاء، السيناريوهات المحتملة للرد على إسرائيل، بحسب مصدر مقرب من حزب الله مطلع على مضمون المناقشات، بحسب وكالة فرانس برس.
ويأتي اللقاء وسط دعوات للانتقام من إسرائيل، بعد اتهامها باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء، وفؤاد شكر، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله، في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب.
تعميق التنسيق التكتيكي
وتعتقد أمل سعد، المحاضرة في جامعة كارديف البريطانية والخبيرة في شؤون حزب الله، أن رد إيران وحزب الله “سيتم بالتنسيق مع بقية فصائل المقاومة”.
وتعتقد أن أولى نتائج التصعيد الأخير ستكون “تعميق التنسيق التكتيكي بين إيران وحزب الله والحوثيين وقوات الحشد الشعبي العراقي وحركتي حماس والجهاد الإسلامي”، مضيفة “هذا سيكون المشهد الجديد من الآن فصاعدا”.
ودفن إسماعيل هنية في طهران، صباح اليوم الخميس، وشاركت حشود من الناس في الجنازة التي ترأسها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وطالبوا بالانتقام.
شيع عصر اليوم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، جثمان قائد عمليات حزب الله في جنوب لبنان فؤاد شكر، وسط حشود غاضبة.
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، اليوم الخميس، إن على إسرائيل انتظار “الرد الحتمي” على اغتيال شكر.
وتحدث أيضاً عن اغتيال هنية، ووجه حديثه للإسرائيليين قائلاً: “لم تعرفوا أي خطوط حمراء تجاوزتم، وأي عدوان مارستم، وأين ذهبتم”، مؤكداً أن إيران “لن تصمت”، وقال إن المعركة اليوم “مفتوحة على كل الجبهات”.
وأثار اغتيال هنية وشكر المخاوف من تصعيد المواجهة المستمرة بين حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي أعقاب اغتيال هنية، هدد خامنئي بإنزال “أشد العقوبات” بإسرائيل.
وأكدت حركة حماس على لسان الرجل الثاني في مكتبها السياسي بغزة خليل الحية أن “الاحتلال يعلم أن الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة وجبهات المقاومة لن تسمح لهذه الجريمة بالوصول إليه”.
وفي اليمن، قال زعيم الحوثيين المدعوم من إيران عبد الملك الحوثي: “لن ندخر جهداً إن شاء الله، وبالتعاون مع إخواننا في محور الجهاد والمقاومة، للانتقام”، تزامناً مع تهديدات فصائل عراقية داخل قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران برد “مدمر”.
مشاركة الميليشيات في سوريا والعراق واليمن
وبحسب المصدر المقرب من حزب الله، فإن المشاركين في اجتماع طهران الأربعاء ناقشوا “احتمال الرد الموازي، أي أن تقوم إيران وحزب الله والحوثيون بقصف أهداف إسرائيلية في الوقت نفسه، أو أن يرد كل طرف منفرداً ولكن بشكل منسق”.
وقال قيادي في ما يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق” رفض الكشف عن اسمه إن “إيران ستقود الرد الأول بمشاركة فصائل من العراق واليمن وسوريا ضد أهداف عسكرية، على أن يتبعه رد ثان من حزب الله”.
ولم يستبعد أن “تشمل ضربات حزب الله أهدافاً مدنية”، وذلك بعد مقتل خمسة مدنيين في الغارة على الضاحية الجنوبية الثلاثاء، والتي قتل فيها أيضاً إلى جانب شكر مستشار عسكري إيراني.
وتعلن ميليشيا “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي تحالف فصائل موالية لطهران، منذ أشهر أنها نفذت ضربات تقول إنها ضد أهداف في إسرائيل للسبب نفسه، رغم أن الجيش الإسرائيلي يؤكد في كثير من الأحيان أن القذائف القادمة من العراق لا تصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
“ردع” إسرائيل
ويرى محللون أن رد إيران وحزب الله وحلفائهما لن يكون عشوائيا، خوفا من الانجرار إلى حرب إقليمية حرصوا حتى الآن على تجنبها.
وقال سعد “أعتقد أن إيران وحزب الله لا تريدان أن تنجرا إلى لعبة نتنياهو أو أن تقدما له الطُعم أو الذخيرة التي يحتاجها لجر الولايات المتحدة إلى الحرب”.
وأضافت “أعتقد أنهم سيحاولون على الأرجح تجنب الحرب وفي الوقت نفسه ردع إسرائيل بقوة” عن الاستمرار في شن ضربات مستهدفة، موضحة أنه حتى لو “تجاوزوا الخطوط الحمراء” ردا على “كبح جماح” إسرائيل، فإنهم “لن يتصاعدوا إلى حد المواجهة الشاملة”.
ويقول خبراء إن واشنطن لا تزال تضغط على إسرائيل لمنعها من توسيع الحرب في قطاع غزة إلى جبهات أخرى.
هل سيكون الرد مماثلا لرد 13 أبريل؟
وفي طهران، قال أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية أحمد زيد عبادي لوكالة فرانس برس إن “رد الفعل المتوقع سيكون أقوى” من الهجوم غير المسبوق الذي شنته طهران ضد إسرائيل في 13 أبريل/نيسان.
وجاء الهجوم ردا على استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في وقت سابق من الشهر ذاته، والذي نسب إلى إسرائيل وأسفر عن مقتل عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين. واستخدمت طهران 350 طائرة مسيرة وصاروخا خلال الهجوم، لكنها حرصت على إبلاغ واشنطن بنيتها شن الهجوم عبر السفارة السويسرية في إيران قبل تنفيذه.
ويرى العبادي أن “تكرار العملية السابقة لن يكون له أهمية كبيرة، لأن الصواريخ والطائرات المسيرة لم تصل إلى مناطق حساسة ولم يكن لها أثر رادع”، مستبعداً في الوقت نفسه احتمال اندلاع “حرب شاملة لا يمكن احتواؤها”.
ويقول المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روجر شاناهان: “الشيء الوحيد الذي يهم إيران هو بقاء النظام، تماماً كما هو الحال بالنسبة لحزب الله”.
ويتابع قائلاً: “إيران ستمارس ضغوطاً قوية على الإسرائيليين نيابة عن الفلسطينيين، لكنها لن تخاطر بأي تهديد وجودي”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر