قمة أبو ظبي للاستدامة: مشاركة كازاخستان تحقق نتائج اقتصادية وسياسية وتنموية

كتب: د. عبد الرحيم عبد الواحد
أبوظبي – حققت زيارة رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصلها للمشاركة في قمة أسبوع أبو ظبي للاستدامة، نتائج اقتصادية وسياسية وتنموية وبيئية، وعقد سلسلة من المباحثات مع كبار الشخصيات الاقتصادية والسياسية وأبرزهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي أشاد بالعلاقات بين البلدين مؤكدا أن الإمارات حريصة على استثمار كل فرص التعاون مع كازاخستان في المجالات المختلفة التي تدعم التنمية المشتركة خاصة في الطاقة المتجددة والتجارة والاقتصاد والاستثمار والزراعة والفضاء وغيرها.
وحدد خلال اللقاءات سياسة وتوجهات وجهود كازاخستان لتعزيز ودعم العديد من القضايا الاستراتيجية العالمية ومنها فقدان التنوع البيولوجي والأحداث الجوية المتطرفة، وتغير المناخ العالمي، والتصحر، وندرة المياه وانعدام الأمن الغذائي.
خبراء استراتيجيون ورجال أعمال
ووصف دبلوماسيون وخبراء استراتيجيون ورجال أعمال حضروا القمة، كلمة الرئيس توكاييف بأنها شاملة وواقعية ووضعت النقاط على الحروف بخصوص العديد من القضايا الاستراتيجية التي تهم العالم بأسره، وتعزيز حياة البشرية، وفي الوقت نفسه رسخت مكانة كازاخستان على المستويين الإقليمي والدولي اقتصاديا وسياسيا وتنمويا، حيث فتحت قنوات جادة وفعلية للمزيد من الاستثمارات في مشروعات كازاخستانية رائدة.
وعقد الرئيس توكاييف اجتماعًا مع الرئيس التنفيذي لشركة مصدر محمد الرمحي، وقال:” أن التعاون بين كازاخستان ومصدر وصل إلى مستوى جديد. ووقع الطرفان بنجاح جميع الاتفاقيات الخاصة ببناء مزرعة رياح بقدرة 1 جيجاوات في منطقة زامبيل باستثمارات تبلغ 1.4 مليار دولار أمريكي، فيما أبلغ محمد الرمحي الرئيس توكاييف باستعداد الشركة لبدء أعمال البناء وأعرب عن اهتمامه باستخدام المكونات الكازاخستانية في إنتاج توربينات الرياح..
وشارك الرئيس توكاييف في الافتتاح الرسمي لأسبوع أبوظبي للاستدامة وحفل توزيع جائزة زايد للاستدامة، بحضور رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و 13 رئيس دولة وأكثر من 140 وزيرًا ومسؤولًا حكوميًا إلى جانب قادة الأعمال والتكنولوجيا، وذلك بهدف لتعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي وإطلاق العنان لفرصة التحول الاقتصادي المحتملة بقيمة 10 تريليون دولار.
توكاييف يحدد معالم المرحلة
وأكد توكاييف في كلمته التي ألقاها تحت عنوان “نحو نموذج تنموي جديد: المرونة والنمو والاستدامة”: “أن هذه التحديات تتفاقم بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة وسلاسل التوريد المتقطعة، مما يتسبب في توقعات اقتصادية كلية متشائمة، ويتوقع البنك الدولي للسنوات الخمس المقبلة أضعف نمو اقتصادي عالمي في ثلاثة عقود، ومن أجل معالجة هذا، خططت كازاخستان للتركيز على الرقمنة والذكاء الاصطناعي ومشاريع البنية التحتية الكبرى والطاقة النووية”.
وأشار الرئيس توكاييف إلى أن أنظمة الطاقة تمثل عالميًا 75 في المائة من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري و10 في المائة من فقدان التنوع البيولوجي، مما يجعل من الأهمية بالنسبة للشركاء الدوليين، بما في ذلك شركات الطاقة الكبرى مثل إيني ومصدر وتوتال، أن يستثمروا في مشاريع الطاقة الخضراء. وقد تعهدت شركات الطاقة هذه بإنشاء 43 جيجاوات من مشاريع الطاقة الخضراء في كازاخستان.
وفي خطابه، تحدث عن بناء أول مشروع للطاقة النووية في كازاخستان، بعد استفتاء على مستوى البلاد، والذي يمثل خطوة مهمة نحو التنمية الوطنية المستدامة للطاقة، وقال:” إن “كازاخستان تسعى أيضًا إلى تأمين إمدادات متنوعة من المواد الخام الحيوية للأسواق العالمية، وهذه المواد لا غنى عنها لتحقيق أهداف العالم في تحقيق صافي انبعاثات صفرية. ولتعزيز الاتصال في أوراسيا، تلتزم كازاخستان بتطوير طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين وممر النقل من الشمال إلى الجنوب ولعب دور مهم في مبادرة الحزام والطريق. ووفقًا لتقرير صحيفة أستانا تايمز، فإن ضعف آسيا الوسطى المتزايد في مواجهة الانحباس الحراري العالمي، مع ارتفاع درجات الحرارة الإقليمية بشكل أسرع من المتوسط العالمي، يشكل تهديدًا للنظم البيئية وسبل العيش والأمن الغذائي”.
وسلط توكاييف الضوء على الحاجة الملحة إلى استراتيجيات التكيف مع المناخ، بما في ذلك أنظمة الإنذار المبكر، وتحسين إدارة المياه والأراضي، وتحديث أنظمة الري، وإنشاء اتفاقيات فعّالة لإدارة المياه، فضلاً عن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، ورصد الأقمار الصناعية، وغيرها من الأدوات الرقمية.
كما كرر التزام كازاخستان بتعزيز الممارسات والتقنيات الزراعية المستدامة لضمان إمدادات غذائية عالمية مستقرة. وأكد على الحاجة إلى نموذج تنموي جديد متجذر في المرونة والمساواة والاستدامة.
ركائز التمويل الأخضر
كما تحدث عن إطار شامل يقوم على ثلاثة ركائز أساسية: التمويل الأخضر، الذي “يجب أن يزداد بشكل كبير”، وزيادة التعاون الدولي في نقل التكنولوجيا، والدعم الفني، والبحث العلمي، والعلاقات التآزرية بين أولويات المناخ، والتنمية الاقتصادية، والذكاء الاصطناعي. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن تساهم بأكثر من 16 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وقال””:هذا يؤكد على أهمية اتباع نهج مرن ومصمم خصيصًا لدعم أهداف الاستدامة المختلفة للدول، وأن التحديات التي نواجهها هائلة، ولكن الفرص كذلك. والآن أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا أن نتحد ونتعاون بشكل عملي وفعال وبأثر رجعي”.
وقال الرئيس توكاييف خلال كلمته في أسبوع أبو ظبي للاستدامة 2025 :” إن العالم يواجه عددًا من التحديات الحرجة مثل تغير المناخ والتصحر وفقدان التنوع البيولوجي ونقص المياه والأمن الغذائي، والتي تفاقمت بسبب التوترات الجيوسياسية وانقطاعات سلسلة التوريد العالمية.
وشدد الرئيس توكاييف على استعداد كازاخستان لمواجهة هذه التحديات من خلال استراتيجية طموحة تقوم على ثلاثة مجالات رئيسية – الرقمنة والذكاء الاصطناعي ومشاريع البنية التحتية الكبرى والطاقة النووية.
وأضاف: ”تساهم أنظمة الطاقة في العالم بنسبة 75٪ من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة و10٪ من فقدان التنوع البيولوجي. ومن المهم أن يتعهد الشركاء الدوليون مثل مصدر وتوتال وإيني وآخرون بتنفيذ مشاريع للطاقة الخضراء في كازاخستان بقدرة 43 جيجاوات. وسيكون بناء أول محطة للطاقة النووية، الذي حظي بدعم واسع النطاق في الاستفتاء على مستوى البلاد، خطوة أساسية نحو التنمية المستدامة لقطاع الطاقة في كازاخستان، التي تهدف أيضًا إلى تنويع إمداداتها من المواد الخام الحيوية، اللازمة لتحقيق الأهداف العالمية للحد من انبعاثات الكربون”.
اقتراحات اقتصادية
وأقترح توكاييف أن تركز حكوماتنا على أجندة اقتصادية ملموسة لتحقيق ديناميكيات إيجابية في التجارة، وقال:”نحن نعتمد على دعمكم في تنفيذ الإعلان المشترك بشأن مشاريع الاستثمار الاستراتيجية، والتي بموجبها نتعاون بنشاط مع الشركات الإماراتية عبر مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك النقل والخدمات اللوجستية والطاقة والتمويل والسياحة والعديد من القطاعات الأخرى، وبالتالي المساهمة في النمو والتقدم”.
وأكد الرئيس توكاييف أن بلاده مستعدة لمعالجة قضايا تغير المناخ والتصحر وفقدان التنوع البيولوجي وندرة المياة والأمن الغذائي، وذلك من خلال استراتيجية طموحة تقوم على ثلاثة مجالات رئيسية – التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ومشاريع البنية التحتية الكبيرة والطاقة النووية، موضحا خلال كلمته في قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة التي انطلقت اليوم وجمعت كبار القادة والخبراء العالميين لمناقشة التحديات العالمية للتنمية المستدامة، بأن مواجهة التحديات الحالية تتطلب نموذجاً جديداً لتنمية العالم، يقوم على الاستدامة والعدالة والاستقرار.
وأكد الرئيس أن كازاخستان مستعدة لمعالجة هذه القضايا من خلال تشكل أنظمة الطاقة في جميع أنحاء العالم 75% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري و10% من فقدان التنوع البيولوجي. ومن المهم للغاية أن يلتزم الشركاء الدوليون مثل مصدر وتوتال وإيني وآخرون بتنفيذ مشاريع الطاقة الخضراء في كازاخستان بطاقة إجمالية تبلغ 43 جيجاواط.
وأضاف الرئيس توكاييف:” أن بناء أول محطة للطاقة النووية لدينا، والذي تم تأييده من خلال استفتاء وطني، سيكون خطوة مهمة نحو تطوير الطاقة المستدامة في البلاد، وأن كازاخستان تسعى أيضًا إلى ضمان تنوع الإمدادات إلى الأسواق العالمية من المواد الخام الحيوية اللازمة لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية العالمية”.
أهمية البنى التحتية
وأوضح الرئيس أهمية البنية التحتية للنقل بالنسبة لكازاخستان، وقال:” أصبحت مركزًا رائدًا للنقل في أوراسيا، حيث أن النقل والترانزيت هما أهم الشروط الأساسية للتنمية المستدامة، ونحن نستثمر بشكل نشط في البنية التحتية للنقل، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والمطارات والموانئ البحرية، ومن أجل توسيع قدرات الاتصال بشكل أكبر، تعتزم كازاخستان تطوير طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين وممر النقل من الشمال إلى الجنوب، فضلاً عن لعب دور رئيسي في مبادرة الحزام والطريق، وأننا نهدف إلى إنشاء سلاسل توريد مستدامة لا تعمل على تعزيز الاتصال الإقليمي فحسب، بل تضمن أيضًا النمو الاقتصادي المستدام”.
وأشار الرئيس توكاييف، إلى أحد التحديات الرئيسية التي تواجه منطقة آسيا الوسطى هو الاحتباس الحراري، وقال:”إن تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري قد يهدد النظم البيئية وسبل العيش والأمن الغذائي، مما يتطلب استراتيجيات عاجلة للتكيف مع المناخ، وتعتمد المنطقة أيضًا بشكل كبير على الأنهار العابرة للحدود، ومن ثم فإننا في حاجة ماسة إلى إنشاء أنظمة الإنذار المبكر وتحسين إدارة المياه والأراضي، ولتحقيق هذه الغاية، نقترح أن نستثمر في تقنيات توفير المياه، وتحديث أنظمة الري، وإبرام اتفاقيات فعالة بشأن إدارة الموارد المائية، واستخدام الذكاء الاصطناعي، ومراقبة الأقمار الصناعية، وغيرها من الأدوات الرقمية”.
وتطرق الرئيس توكاييف إلى قضية الأمن الغذائي، التي تتطلب أيضا اهتماما عاجلا، وقال:”هناك حاجة إلى اتباع نهج مبتكر لضمان إمدادات مستقرة من الغذاء والأسمدة إلى الأسواق العالمية، وأن كازاخستان، التي تصدر كميات كبيرة من القمح والدقيق إلى الأسواق العالمية، تهدف إلى مواصلة تحسين الأساليب والتقنيات الزراعية المستدامة”.
وجدد الرئيس توكاييف، تأكيد بأن مواجهة التحديات الحالية تتطلب نموذجاً جديداً لتنمية العالم، يقوم على الاستدامة والعدالة والاستقرار، وأن الحل للمشاكل العالمية يمكن أن يأتي من خلال نظام شامل مبني على ثلاثة مبادئ أساسية: الأول هو توفير التمويل “الأخضر”، والذي ينبغي أن يصبح أكثر سهولة في الحصول عليه. ثانياً، والثاني هو توسيع التعاون الدولي في مجال نقل التكنولوجيا والدعم الفني والبحث العلمي، حيث توفر الطاقة الشمسية والزراعة الذكية واحتجاز الكربون وتقنيات المناخ المدعومة بالذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الحلول المبتكرة، والثالث قد يصل التفاعل التآزري بين أولويات المناخ والتنمية الاقتصادية والذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 16% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، وهذا يؤكد أهمية اتباع نهج مرن وفردي لدعم الأهداف المختلفة للدول في مجال التنمية المستدامة”.