"أبوظبي الدولي للكتاب" .. رحلة بين الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية

"أبوظبي الدولي للكتاب" .. رحلة بين الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية
أبوظبي في 4 مايو / وام / يقدم معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 تجربة ثقافية استثنائيّة يعبر من خلالها الزوار الأزمنة، ويصافحون حضارات لا تزال تعيش بين صفحات ورق أصفر، وصور تنطق بمشاهد خالدة، ليتحول في أحد أركانه، إلى أرشيف نوافذه مشرعة على ذاكرة البشرية عبر مقتنيات نادرة أبرزها خريطة للعالم يتجاوز ثمنها الثلاثة ملايين درهم.
وقال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: “إلى جانب المؤلفات والموسوعات الفكرية والمعرفية، يتمتع المعرض هذا العام باحتضانه العديد من المقتنيات النادرة التي تعكس مدى ثراء وأهمية التراث الثقافي العربي والإنساني، وسعي دور النشر للاحتفاء بهذا الموروث الثريّ، أهمها خريطة للعالم من الأندر والأغلى ثمناً بمبلغ 3 ملايين و200 ألف درهم، إلى جانب مجموعة واسعة من المقتنيات التي تعكس مدى اهتمام الحدث باستعراض التراث المعرفي، والفكري، والإبداعي للإنسان على مر العصور”.
وفي إحدى زوايا المعرض، تبرز شركة “اقتناء”، لمؤسسها محمد آصف، واحدة من أقدم الصور الفوتوغرافية المعروفة لدولة الإمارات؛ صورة التُقطت في العام 1903 بعدسة الكابتن البريطاني تشارلز كورتني بيل، وتعد وثيقة بصرية نادرة تسجل لحظة محورية من تاريخ المنطقة، وتعرض ضمن ألبوم استثنائي يضم 91 صورة رصدها بيل خلال خدمته في الخليج والهند.
إلى جانبها، يعرض ألبوم يوثق مراحل إنشاء سكة حديد الحجاز في العام 1905، يضم 27 صورة مقدّمًا سردًا بصريًا لمشروع هندسي غيّر وجه التنقل في المنطقة.
ويقدم المعرض درسًا بصريًا عبر أربع لوحات ضخمة من القرن السابع عشر، رسمها الفرنسي نيكولاس دي فير بدقة فنية مذهلة، تعرض خرائط القارات بحجم 114×165 سم، كما يعرض أطلس بحري هولندي نادر يعود للعام 1700 للرسّام يوهانس فان كولن، يتناول الطرق البحرية العالمية آنذاك، في دلالة على الأهمية الجغرافية والمعرفية للخرائط في فهم تطور العالم.
وفي ركن المخطوطات، تتجلى الثقافة الإسلامية في أبهى صورها عبر نسخة نادرة من كتاب “مقاصد الفلاسفة” للإمام الغزالي تعود إلى القرن الثالث عشر ، وطبعة أولى نادرة من كتاب العالم الذي اختاره المعرض لهذه الدورة؛ “ألف ليلة وليلة” صادرة عن مطبعة بولاق في العام 1834 ونسخة لاتينية من كتاب “القانون في الطب”، الذي يصادف هذا العام مرور ألف سنة على ظهوره، وهو للعالم الموسوعي ابن سينا، الشخصية المحورية للمعرض، والتي طُبعت في فرنسا في العام 1522.
وتتألق رواية “قصة غنجي” اليابانية، أول رواية مكتوبة في التاريخ تعود إلى العام 1654، وقد خطها موراساكي شيكيبو بأسلوب “كانا” الياباني الكلاسيكي وتشكل رابطا أدبيا بين الثقافات الشرقية والغربية.
وفي ركن خاص، تعرض خمس نسخ نادرة من مقتنيات معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، أقدمها تعود إلى العام 1706، إلى جانب مقتنيات من مجموعة معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة، التي تُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور.
وتُستكمل الحكاية بعناصر سينمائية نادرة، من بينها ملصقات ترويجية لأفلام مصرية مقتبسة عن كتاب “ألف ليلة وليلة”، منها فيلم يروي قصة “الصياد عثمان عبد الباسط”، الذي يعثر على طفل غامض، ويخوض مغامرة سحرية بعد لقائه بجني يمنحه عصاً مسحورة.
وبهذه اللوحات الفكرية والتاريخية والفنية، يجسّد معرض أبوظبي الدولي للكتاب دور الكتاب في تخليد التجربة الإنسانية، ويمدّ جسور التفاعل الثقافي بين العصور واللغات والحضارات.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam