أخبار الخليج

"ذخر" .. نموذج دبي لمجتمع متلاحم يعيد تعريف العطاء

"ذخر" .. نموذج دبي لمجتمع متلاحم يعيد تعريف العطاء     

دبي في 9 أغسطس / وام / يجسد نادي “ذخر”، الذي يقع في قلب حديقة الصفا بدبي، نموذجا رائدا في مسارات تعزيز جودة حياة المواطنين في الدولة، ويقدم تصورا جديدا لمرحلة ما بعد العمل بوصفها امتدادا فاعلا للعطاء والإنتاجية لا محطة للتقاعد، إذ يسعى إلى تمكين المواطنين ممن يمتلكون خبرات متراكمة لمواصلة نمط حياة نشط ومثمر، مما يعزز مساهمتهم في دعم الأسرة وصون الهوية الوطنية.

ويعكس النادي، الذي يعد أحد أبرز مشاريع “أجندة دبي الاجتماعية 33” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مطلع العام 2024، توجهات دولة الإمارات التي تضع رفاه المتقاعدين في صميم أولوياتها، حيث يقدم برامج متكاملة تغطي الأبعاد الصحية والرياضية والثقافية والاجتماعية، في إطار سعيه لترسيخ رؤية دبي لمجتمع متماسك يثمن التجارب السابقة، ويستثمرها في صنع المستقبل، عبر دمج الحداثة بقيم الماضي.

وقال اللواء الدكتور علي سنجل، المستشار الصحي لشرطة دبي وقائد مشروع “ذخر”، إن المبادرة التي انطلقت تحت مظلة اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، تمثل تحولا نوعيا في رؤية الدولة لما بعد التقاعد، مؤكدا أن هدف المبادرة هو تمكين المتقاعدين من مواصلة دورهم كمشاركين فاعلين في الهوية الوطنية والتماسك الأسري.

وأضاف أن “ذخر” يمثل ممارسة تنموية متكاملة، تُعزّز مفهوم “لا تقاعد من الحياة”، وتُعيد توظيف الخبرة والحكمة من خلال تواصل مباشر مع الأجيال الجديدة، ونقل الموروث القيمي والمعرفي في سياق معاصر.

وأوضح أن فلسفة “ذخر” تقوم على نموذج بياني مزدوج، يمثّل فيه المحور العمودي التوازن الذهني والنفسي والجسدي، فيما يمثل المحور الأفقي التفاعل الأسري والمجتمعي، لافتاً إلى أن استقرار الفرد ينعكس على بنية الأسرة والمجتمع برمته.

وقال إن النادي يشهد إقبالا متزايدا حيث تجاوز عدد أعضائه 1366 عضوا، بينهم 780 من الرجال و586 من السيدات، مشيرا إلى أن الطاقة الاستيعابية للنادي في الساعة الواحدة ما بين 30 إلى 50 عضوا، بسعة تشغيلية إجمالية تقدر بـ 300 عضو نشط بعضهم تجاوز التسعين عاما.

وأكد أن النادي يرفض منطق انتظار نهاية العمر، ويعمل على تفعيل الطاقات الكامنة لدى الأعضاء، من خلال برامج تربط بين النشاط الذهني والحركي، وتقيس مؤشرات الأداء الذهني والنفسي والصحي، باستخدام أجهزة دقيقة صُمّمت لتحقيق التوازن الشامل.



وقال إن “ذخر” يمنح أعضاءه مسؤوليات وطنية لا امتيازات استهلاكية، مؤكداً أن العديد من الأعضاء أعادوا بناء حياتهم المهنية والاجتماعية من خلال برامج النادي، وبعضهم أطلق مشاريع جديدة أو عاد إلى سوق العمل، فيما شهد آخرون تحسنا ملحوظا في حالتهم الجسدية والنفسية.


وأبرز اللواء الدكتور علي سنجل مثالا على دمج الأجيال من خلال مشاركة المتقاعدين في فعالية “المحامل” خلال مؤتمر COP28، حيث نقلوا معارفهم التراثية إلى شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما، مما خلق حوارا بين الأجيال حول الهوية والاستدامة.

وكشف عن خطط توسع طموحة تشمل افتتاح ناد جديد في منطقة الخوانيج خلال الشهر القادم، إلى جانب ثلاث مناطق أخرى قيد الدراسة، بالإضافة إلى توجه المبادرة للخروج من حدود الأندية لتصل إلى الأحياء السكنية والمؤسسات، مما يعزز من نطاق تأثيرها.

من جهته، أكد محمد عبد الله جاسم، أحد أعضاء النادي، أن انضمامه إلى “ذخر” غير نمط حياته بشكل إيجابي، حيث ساعدته البرامج على تعزيز نشاطه وصحته، ومنحه شعورا متجددا بالحياة، وأتاح له فرصة بناء علاقات اجتماعية مثمرة وتبادل المعرفة مع الأجيال الجديدة.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : wam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى