"ملتقى محمد بن راشد للقادة".. جلسة "فلسفة التجارة الحرة في دبي" تكشف جذور الفكر الذي حوّل الإمارة إلى مركز عالمي

"ملتقى محمد بن راشد للقادة".. جلسة "فلسفة التجارة الحرة في دبي" تكشف جذور الفكر الذي حوّل الإمارة إلى مركز عالمي
دبي في 24 سبتمبر/ وام / شهد “ملتقى محمد بن راشد للقادة” جلسة حوارية بعنوان “فلسفة التجارة الحرة في دبي”، جمعت معالي عبد العزيز الغرير رئيس مجلس إدارة مجموعة الغرير للاستثمار، وسعادة محمد علي العبار المؤسس وعضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة “إعمار العقارية”.
وخرجت الجلسة عن الإطار التقليدي لعرض قصص النجاح، لتقدم رؤية معمقة لجذور الفكر الاقتصادي التي حوّلت دبي إلى مركز عالمي للتجارة والاقتصاد والأعمال.
وألقت الجلسة الضوء على المفهوم المتفرد للتجارة الذي رسخته دبي، حيث أكدت أن التجارة في دبي ليست مجرد مهنة، بل روح تُورّث ونهج متأصل في النفوس يتناقله الجميع في الأزقة والمجالس، وفي تفاصيل الحياة.
ولفتت إلى أن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي بنى ميناء بلا بضاعة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي رسّخ مفهوم “الريادة لا التكرار”، قد أسسا لمفهوم جديد للسوق لا تحكمه قوانين العرض والطلب فقط، بل تصنعه الشجاعة والجرأة والرؤية الاستباقية.
وتناولت الجلسة عدة محاور رئيسية ضمن فلسفة دبي للتجارة الحرة ساهمت في تشكيل المكانة المتفردة للإمارة على خريطة التجارة العالمية، وشملت هذه المحاور “دبي وجرأة القــرار التجاري”، و”بناء جيل جديد من التجار”، و”تحولات السوق والتحديات المقبلة”، و”التكنولوجيا والعولمة وإعادة تعريف السوق”، و”مستقبل التجارة والشركات العائلية ودورها في رؤية دبي”.
وتحدث معالي عبد العزيز الغرير عن دور قيادة دبي ورؤيتها الاستثنائية في ترسيخ منظومة متكاملة مكنت للأسس التجارية القوية في إمارة دبي على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً أن نهج دبي الاقتصادي اليوم بُني على أساس الشراكة الحقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص، حيث كانت اللقاءات المتواصلة مع التجار بمنزلة بوصلة لتشكيل التوجهات والمشاريع الاستراتيجية، والتعرف على احتياجاتهم ومتطلباتهم ورؤيتهم، وقد منح هذا النهج التجار استقلالية وثقة، وحررهم من القيود البيروقراطية وأطلق العنان لإبداعهم وروح المبادرة لديهم.
وشدد الغرير على أن استدامة الشركات العائلية في دبي كانت نتاج فلسفة حكيمة من قيادة دبي التي آمنت بدور هذه المجموعات كركيزة أساسية للاقتصاد، فالشركات العائلية تمثل تاريخ التجارة في دبي، وينظر لها هنا على أنها ركيزة اقتصادية أساسية وجزء من النسيج الاجتماعي والثقافي للإمارة. وقد قدمت لها حكومة دبي الدعم والتوجيه، ورسخت لها منظومة تشريعية، ساعدتها على النمو والقدرة على التعامل مع التحولات الكبرى، والانتقال من جيل إلى جيل بسلاسة وقوة.
وفي معرض حديثه عن القرارات الجريئة لقيادة دبي، استعرض معالي الغرير قرار التملك الحر، مشيراً إلى أنه شكل نقلة نوعية وتحولاً مهماً في جذب الاستثمارات الأجنبية، وصدارة دبي العالمية المتواصلة في هذا المجال، ما فتح آفاقاً جديدة وواسعة للنمو.
وأوضح كذلك أن مدن الإنترنت والإعلام كانت من القرارات التي شكلت نقلات نوعية في قوة اقتصاد دبي، حيث خلقت هذه المدن بيئات متكاملة للإبداع والابتكار، ميزت دبي عن غيرها من المدن، وعززت جاذبيتها للأعمال والشركات الكبرى والمواهب.
من جانبه شارك سعادة محمد علي العبار حضور الملتقى بقصة الإنشاء المبكر لـ«إعمار»، وآلية القيادة في البدايات، مؤكداً أنها كانت تستلهم من رؤية قيادة دبي الشجاعة والإيمان بالقدرة على تحقيق المستحيل، والعمل بروح الفريق الواحد، وكذلك الإيمان بأن كل قرار نتخذه سيخدم رؤية دبي الكبرى.
وقال: لم نكن نخاف من التجربة، بل كنا نعتبرها فرصة للتعلم والتطور. وهذا ما مكن إعمار من أن تصبح علامة فارقة في قطاع التطوير العقاري على المستوى العالم.
وأشار إلى أن القطاع العقاري في دبي في التسعينيات، لم يكن بالشكل الذي نعرفه اليوم، حيث كانت التحديات هائلة، وردود الفعل متباينة، لكن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كانت واضحة وكانت بوصلتنا جميعاً لتكون دبي الأفضل في كل القطاعات.
وفي معرض حديثه عن عبور أزمة 2008، أكد العبار أن مفاتيح القيادة والحوكمة التي مكنت اقتصاد دبي من معاكسة الاتجاه العالمي ومواصلة مسيرة نموه، كانت انعكاساً لفلسفة القيادة الحكيمة التي رسخت مبكراً ركائز قوية للتعامل مع مختلف الظروف والتحديات بمرونة وكفاءة، مشيراً إلى أن عبور دبي الأزمة بأمان وتحويل تحدياتها إلى فرص كان درساً عالمياً في إدارة المخاطر، والاعتماد على التنويع الاقتصادي، والمرونة في اتخاذ القرارات الصعبة.
وشدد على أن ذلك يعزز إيمان الجميع وثقتهم بأن دبي تمضي إلى مراحل تاريخية جديدة من النهضة والتطور والنمو في كل المجالات، وأنها الأقدر على ريادة توجهات اقتصاد العالم الجديد.
وتطرق العبار إلى أثر مشاريع السياحة والتسوق والقطاعات الجديدة على مسيرة إعمار، وعلى اقتصاد دبي، مشيراً إلى أن هذه المشاريع، تعتبر محركات نمو جديدة تغذي المنظومة الاقتصادية بأكملها، حيث تضيف وجهات متنوعة ومتكاملة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، وتخلق فرصاً اقتصادية جديدة لآلاف الشركات والأفراد.
وفي ختام الجلسة، أكد المتحدثون أن مستقبل التجارة في دبي ومختلف القطاعات الاقتصادية فيها تمتلك اليوم آفاقاً أوسع وتوفر فرصاً هائلة للجميع، ودعوا إلى استلهام دروس الماضي، والاستفادة من فلسفة القيادة التي شكلت دبي وقوة اقتصادها، لمواجهة تحديات المستقبل، وتحقيق المزيد من الإنجازات التي ترسخ مكانة الإمارة كعاصمة عالمية للاقتصاد والتجارة والأعمال.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam