مليون ساعة من الأثر

لقد كانت تنمية المجتمع دائما حجر الزاوية في بناء المجتمعات على أسس متينة وقيم نبيلة يتسلح بها الأفراد. ومن بين هذه القيم يبقى العطاء قيمة سامية لا يحدها زمان أو مكان. ولعل ما قدمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في هذا المجال على وجه الخصوص هو نموذج يحتذى به. إن البرنامج التطوعي الذي أنشأه المركز ليس مجرد ساعات يتم احتسابها أو حضور موثق بشهادات، بل هو برنامج يقوم على مبادئ. مؤسسية، هدفها تزويد المتطوعين، صغاراً وكباراً، بفرص تعليمية ملهمة متعددة الأبعاد ذات أثر مستدام، لا يستفيد منها المتطوع نفسه فحسب، بل يمتد إلى أبعد من ذلك ليشمل بيئته الاجتماعية بما في ذلك عائلته وأصدقائه، من خلال تقوية الروابط والمصالح المشتركة، مما يساهم في نشر هذه الثقافة الطيبة، وجعل الشباب السعودي سفراء لهذا الفكر المستنير داخل المجتمع وحول العالم.
ومن الثمار التي جنيناها في هذا السياق. وهو إنجاز أكثر من مليون ساعة تطوعية على أيدي أكثر من 24 ألف متطوع ومتطوعة من خيرة الشباب والشابات في المملكة، وهو العمل الذي ترك بصمته الدائمة على المجتمع والمتطوعين. إنها ليست مليون ساعة فقط، بل هي مليون تأثير، ومليون قصة، ومليون خطوة نحو ترسيخ مبادئ العمل التطوعي المتخصص في المجال الثقافي.
ولا يقتصر تأثير هذا الجهد الكبير على المشاركين فقط؛ بل يمتد صلاحه وأياديه البيضاء إلى كافة مناحي الحياة، في ترسيخ مبادئ المسؤولية والاعتماد على النفس وحب المجتمع المرتكز على مبدأ العطاء مقابل العطاء، إضافة إلى صقل المهارات وإعدادها لوظائف المستقبل، لا سيما وأن برنامجنا يولي اهتماماً كبيراً بالفئة الشابة من خلال تخصيص مسار الشباب التطوعي بكل ما يحتويه من أنشطة متنوعة تثري العقل وتنمي المواهب.
لذلك. يحتفل "التخصيب" بجهود المتطوعين والبرامج التطوعية الغنية التي ساهمت في هذا الإنجاز، سنعزز مكانة المركز رائداً في العمل الوطني، ودعم المجتمع، وتعزيز أواصر الترابط بين نسيجه، وخاصة فئة الشباب، التي هي أساس المستقبل وقوته الدافعة، وسط إقبال متزايد على التطوع معنا، حيث تجاوزت قوائم الانتظار أكثر من 30 ألفاً، حيث أن التطوع في إثراء يخلق روحاً جديدة نادراً ما توجد وفي البعض الآخر، بالإضافة إلى كونه نشاطاً يستمر طوال العام ولا يعتمد على الموسم. وتهدف هذه التجارب إلى زرع الثقة وتشجيع المتطوعين على خوض تجربة تطوعية شاملة في بيئة آمنة تماماً.
وقد حقق البرنامج التطوعي نجاحاً باهراً يتمثل في البصمة والأثر الذي يفتخر به المتطوعون عندما يتحدثون عن هذه التجربة المميزة داخل المركز، إذ نادراً ما يخلو منزل في المنطقة الشرقية من متطوع بداخله، كما نحرص على منح كل من يرغب في التطوع هذه الفرصة.
نحن أمام تجربة ملهمة تستحق أن تُروى، بالإضافة إلى التأثير الذي يقدمه برنامج إثراء التطوعي والذي يمتد إلى الأجيال والأمم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر