خفض التمويل الإنساني يدفع ملايين البشر إلى الجوع الحاد

خفض التمويل الإنساني يدفع ملايين البشر إلى الجوع الحاد
تواجه جهود برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي والصومال وجنوب السودان والسودان بالفعل اضطرابات كبيرة، من المتوقع أن تزداد سوءا.
سيندي ماكين المديرة التنفيذية للبرنامج قالت إن “كل خفض للحصص الغذائية يعني أن طفلا ينام جائعا، أو أن أما تتخطى وجبة، أو أن أسرة تفقد الدعم الذي تحتاجه للبقاء على قيد الحياة”.
جوع غير مسبوق وميزانية مخفضة
تأتي هذه الأزمة في وقت يصل فيه مستوى الجوع في العالم إلى مستويات قياسية، حيث يواجه 319 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، منهم 44 مليونا في حالات طوارئ. كما وُثق حدوث المجاعة في مناطق بالسودان وقطاع غزة.
ويتوقع برنامج الأغذية العالمي انخفاض تمويله بنسبة 40% هذا العام، مما يؤدي إلى انخفاض الميزانية المتوقعة إلى 6.4 مليار دولار، مقارنة بـ 10 مليارات دولار في عام 2024.
وحذرت ماكين من خطر فقدان عقود من التقدم في مكافحة الجوع.
وقالت: “حتى المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في منطقة الساحل (في أفريقيا)، حيث تم انتشال 500 ألف شخص من حالة الاعتماد على المساعدات- من خلال برامج متكاملة للمساعدة الغذائية وبناء القدرة على الصمود- قد تُمحى قريبا إذا لم يستمر الدعم”.
العمليات الحيوية في خطر
وفي تقرير جديد قال برنامج الأغذية العالمي إن تقليص التمويل قد يدفع 13.7 مليون شخص يتلقون مساعدات غذائية من البرنامج من مستوى الأزمة إلى مستوى الطوارئ فيما يتعلق بالجوع.
وفي أفغانستان، يعني التقليص الكبير في التمويل الإنساني وصول المساعدات الغذائية إلى أقل من 10% من المحتاجين إليها، على الرغم من ارتفاع معدلات سوء التغذية.
وتواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية مستويات قياسية غير مسبوقة من الجوع، ويعاني حوالي ربع السكان، أي 28 مليون شخص، من انعدام الأمن الغذائي.
وكان برنامج الأغذية العالمي يخطط لإطعام 2.3 مليون شخص في الكونغو الديمقراطية خلال الشهر الحالي، وقد خُفض هذا العدد إلى 600 ألف، وقد يحدث “انقطاع كامل لخطوط الإمدادات” بحلول شباط/فبراير.
وفي هايتي، توقفت برامج الوجبات الساخنة بالفعل، وتتلقى الأسر نصف الحصص الشهرية من البرنامج. وخُفض الدعم في الصومال عدة مرات، من 2.2 مليون شخص العام الماضي إلى 350 ألف شخص فقط في تشرين الثاني/نوفمبر.
ويحصل جميع متلقي الغذاء من البرنامج في جنوب السودان الآن على حصة مخفضة، وسيتوقف تقديم بعض المواد الغذائية اعتبارا من الشهر الحالي مع نفاد المخزون.
يدعم برنامج الأغذية العالمي حاليا أربعة ملايين شخص شهريا في السودان الذي مزقته الحرب، لكن 25 مليون شخص، أي نصف السكان، يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي.
الالتزام بمواصلة العمل
وقال برنامج الأغذية العالمي إن جهوده في مجال الاستعداد قد تأثرت سلبا، ولأول مرة منذ نحو 10 سنوات، لا توجد لديه مخزونات طوارئ لموسم الأعاصير في هايتي، أو أي عمليات تخزين مسبق للأغذية في أفغانستان مع اقتراب فصل الشتاء.
ورغم كل هذه التحديات أكد البرنامج التزامه بمواصلة تقديم المساعدات الغذائية في أكثر مناطق العالم التي تعاني من الجوع.
وقالت السيدة سيندي ماكين: “إن الضرر المدمر الناجم عن خفض المساعدات الغذائية لا يهدد الأرواح فحسب، بل يُهدد أيضا بتقويض الاستقرار وتأجيج النزوح والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية الأوسع نطاقا”.
وقالت إن تقديم مساعدات غذائية سريعة وفعالة يُعد حصنا منيعا ضد الفوضى.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un