"النقد السينمائي" يناقش تهديدات الذكاء الاصطناعي ودور الذاكرة البصرية


ناقشت الجلسة الأولى المؤتمر الدولي للنقد السينمائي 2025، بتنظيم من لجنة الفيلم في قصر الثقافة بحي السفارات بالرياض، خلال الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر، العلاقة بين السينما والمكان ودور الذاكرة البصرية في خلق المعنى السينمائي، ضمن برنامج اليوم الأول الذي جمع نخبة من النقاد وصناع السينما والباحثين والمهتمين من داخل المملكة وخارجها.
الجلسة الأولى كانت بعنوان "مقابلة مع المخرج الإيطالي ماركو بيلوتشيو، أحد أبرز المخرجين في العالم السينما الإيطالية المعاصرةوتحدث عن مسيرته الممتدة منذ بداياته الأولى في ستينيات القرن الماضي بفيلمه الشهير "”قبضات في الجيب” عام 1964م حتى آخر أعماله "«الخائن» عام 2019م، يستعرض التحولات الفنية والفكرية التي شكلت رؤيته الإخراجية وعلاقته الدائمة بين السينما والذاكرة الفردية.
وبدأ بيلوتشيو حديثه بالتذكير بالبدايات الأولى لتكوينه الفني قائلا: كنا نتنفس السينما في الخمسينيات في إيطاليا. لقد شاهدنا فيليني وأنطونيو وفيسكونتي وتأثرنا بهم.
وأشار إلى أن الأدب الروسي والأوروبي أثر فيّ أكثر من الأفلام، وبينما أثرت السينما الأوروبية على أبناء جيلي مثل برناردو برتولوتشي، تحدث أيضا عن علاقته بالممثلين الكبار الذين شاركوه أعماله، مؤكدا: لم أكن بحاجة إلى التحدث مع الممثلين الكبار مثل ميشيل بيكولي ومارسيلو ماستروياني، لأنهم بمجرد فهم الدور أعطوا المخرج ما يريد دون أي جهد كبير.
التمثيل هو حالة عاطفية
وأوضح بيلوتشيو أن الناقد يشكل مرآة أخرى للمخرج، وقال: في مسيرتي المهنية تعلمت أن أقدر النقاد الذين لا يرضون. ومن خلال التقييم يفتحون لي نوافذ جديدة على ما أبدعته، ويضيفون إلى رؤيتي تفاصيل لم أرها كمخرج، فحضورهم يوسع الأفق ويعمق الفهم.
وأضاف أن الناقد الحقيقي لا يمنح الدرجات أو النجوم فحسب، بل يرى ما لم يلتقطه المخرج بنفسه، ويمنح العمل حياة جديدة بعد العرض.
وأشار المخرج الإيطالي إلى رؤيته لعلاقة المخرج بالممثل، موضحا أن التمثيل حالة عاطفية وليست فنية، فعندما يندمج الممثل عاطفيا مع الشخصية التي يجسدها، يصبح الأداء صادقا ومليئا بالحياة، وتلك هي اللحظة التي يدرك فيها المخرج أن الممثل قد وجد طريقه.
وتطرق أيضا إلى اهتمامه بالتاريخ قائلا: أحب التاريخ، وأحاول في أفلامي إعادة تصور أهم الأحداث في تاريخ إيطاليا، وأعطي نفسي حرية التعامل مع الأحداث حسب متطلبات الفيلم.
الذكاء الاصطناعي والسينما
وتطرق بيلوتشيو إلى مستقبل السينما في ظل الثورة التقنية، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا حقيقيا لهذا الفن، لكنه في الوقت نفسه لن يطمس جوهره، لأن السينما تحمل في داخلها أجساما مضادة تحميها وتمنحها القدرة على المقاومة دون أن تفقد روحها الإنسانية.
وفي الجلسة الثانية والتي كانت بعنوان "”ما وراء النقد: الأرشيف… حيث تنتهي الأفلام وتولد من جديد.” وشددت المؤرخة السينمائية الدكتورة جانكا باركوتشي على أن الأرشيف لا يقتصر على حفظ الأفلام فقط، بل يتعلق أيضًا بالتفسير والسياق والمسؤولية. إنها العملية التي ينخرط فيها القيمون والمؤرخون والباحثون وأخصائيو المحفوظات في عمل يشبه التحقيق للكشف عن بكرات مجهولة الهوية، وتتبع تاريخ الكنوز السينمائية المنسية، وإعادة بناء الحلقات المفقودة في تاريخ السينما.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الدولي للنقد السينمائي يأتي في نسخته الأخيرة. أما الثالث فيركز على العلاقة بين السينما والمكان كمحور فني وثقافي رئيسي، ويقام على مدار ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 30 متحدثًا وخبيرًا من 22 دولة.
ويعد المؤتمر منصة سنوية تسعى إلى تطوير صناعة السينما وتعزيز الوعي النقدي والفني، وترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة السينما والحوار الثقافي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




