وول ستريت جورنال: إدارة ترامب تتحرك لاحتواء الغضب الشعبي عبر حزمة إجراءات لخفض الأسعار

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت الصحيفة الأميركية، الأحد، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه الاقتصادي بدأوا سباقا محموما لاحتواء الغضب الشعبي المتصاعد إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة، بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي أثارت تحذيرا للجمهوريين من أزمة الأسعار.
وبحسب التقرير، فإن مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون سلسلة واسعة من الإجراءات التي تهدف بشكل مباشر إلى خفض الأسعار على المستهلكين، أبرزها مقترح إرسال دفعات نقدية مباشرة إلى الأسر الأميركية بقيمة لا تقل عن 2000 دولار للمواطن الواحد، بالإضافة إلى فتح تحقيقات احتكارية ضد شركات تعبئة اللحوم وسط اتهامات بالتلاعب ورفع أسعار لحوم البقر، فضلاً عن خطة لتخفيض الرسوم الجمركية على القهوة والفواكه وبعض السلع الغذائية الشائعة.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن مستشاري ترامب ضغطوا عليه بعد الانتخابات للتركيز على ملف ما "القدرة على تحمل تكاليف المعيشة"مؤكدا أنهم يعملون على ذلك "خريطة الطريق" وتشمل هذه المفاوضات الجديدة مع شركات الأدوية لخفض أسعار الوصفات الطبية، وتسريع الموافقات على مشاريع الحفر البحرية لخفض تكاليف الطاقة، وإعداد مقترحات جديدة لاحتواء أزمة الإسكان التي تضرب معظم الولايات.
لكن الصحيفة الأمريكية أكدت أن خفض الأسعار يواجه صعوبات كبيرة، حيث تتحرك معظم الأسعار وفقا لقوى السوق وليس قرارات سياسية مباشرة، في حين يظل مجلس الاحتياطي الفيدرالي هو المسؤول الأول عن أسعار الفائدة، وقد تجاهل حتى الآن ضغوط ترامب. وأي مدفوعات نقدية ستتطلب أيضًا موافقة الكونجرس.
وذكرت "وول ستريت جورنال" وترى الإدارة أن تخفيض الرسوم الجمركية يعد من أقوى الأدوات المتاحة لخفض الأسعار، لافتة إلى إعلان الإدارة يوم الجمعة خفض الرسوم الجمركية على لحوم البقر والقهوة والمكسرات والتوابل وعشرات السلع الزراعية، في تحول واضح عن نهج ترامب التصعيدي تجاه التجارة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أسعار بعض السلع ارتفعت كنتيجة مباشرة للرسوم الجمركية. وبلغ متوسط سعر رطل القهوة المحمصة 9.14 دولارًا في سبتمبر، مقارنة بـ 6.47 دولارًا في العام السابق، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تعريفة بنسبة 50٪ على واردات البن من البرازيل.
لكن ترامب أعرب مرارا وتكرارا عن استيائه من الضغوط التي يمارسها مستشاروه للتركيز على قضية الأسعار، وكتب على برنامجه: "القدرة على تحمل التكاليف هي كذبة عندما يستخدمها الديمقراطيون … إنها عملية احتيال كاملة".
وأضاف التقرير أن الرئيس الأمريكي يشعر بالغضب من الانتقادات التي تزعم أنه… "لم يفعل ما يكفي" لخفض الأسعار، معتبرا أن الجمهوريين أنفسهم لم يسلطوا الضوء على إنجازاته بالشكل المطلوب.
وخلال توقيعه على قانون إنهاء الإغلاق الحكومي، قال ترامب إنه سينهي الأزمة المالية "وسيسمح للجمهوريين بمواصلة العمل على خفض تكاليف المعيشة" و"جعل أمريكا في متناول الجميع مرة أخرى".
وهي تشير "وول ستريت جورنال" حتى أن ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بتخفيض الأسعار من "اليوم الأول من ولايته الثانية"التعهد بخفض تكاليف الطاقة إلى النصف خلال 18 شهرًا وخفض أسعار الفائدة على الرهن العقاري إلى 2%.
رغم إصرار ترامب على الاقتصاد.. "الأقوى في التاريخ"وبحسب الصحيفة، تظهر استطلاعات الرأي أن ثلثي الناخبين يعتقدون أن الرئيس لم ينجح في معالجة أزمة غلاء المعيشة.
وأضافت الصحيفة أن الأزمة أكثر تعقيدا مما يتصور البيت الأبيض: هناك نقص حاد في المعروض من الإسكان، وهو ما لا يمكن علاجه بسرعة، وأسعار الكهرباء آخذة في الارتفاع بسبب الطفرة في مراكز البيانات كثيفة الاستخدام للطاقة، في حين أن النفط وصل بالفعل إلى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات.
ويحذر الخبراء – بحسب الصحيفة – من ذلك "العلاجات السهلة غير موجودة"وبعض المشاكل "مزمن" لا يمكن حلها على المدى القصير.
وعلى الرغم من تباطؤ التضخم قليلا، فإن ارتفاع الأسعار لا يزال يفرض العبء الأكبر على الطبقات العاملة التي تشكل القاعدة الانتخابية لترامب، والتي لا تستفيد عادة من المكاسب الضخمة في أسواق الأسهم.
واختتم "وول ستريت جورنال" ويشير تقريرها إلى أن ترامب طلب من مستشاريه إعداد حزمة إضافية من المقترحات لجذب الناخبين مرة أخرى، وأن فريقه يناقش برنامج التخفيضات الضريبية، وقروض الإسكان لمدة 50 عاما، وقيود الدخل للاستفادة من الدعم النقدي الجديد، في محاولة لتقديم حلول ملموسة قبل الانتخابات المقبلة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر



