تقارير

نساء غزة “خط الحماية الأخير” لعائلاتهن وسط استمرار الهجمات والجوع وقدوم شتاء قارس

نساء غزة “خط الحماية الأخير” لعائلاتهن وسط استمرار الهجمات والجوع وقدوم شتاء قارس     

هذا ما قالته صوفيا كالتورب، مسؤولة الشؤون الإنسانية لدى الهيئة، التي عادت لتوها من زيارة للقطاع الأسبوع الماضي. وأكدت للصحفيين في جنيف أننا جميعا “شاهدنا صورا لغزة على شاشاتنا، لكنها بعيدة كل البعد عن الواقع”.

وقالت إنها سافرت على طول القطاع “من جباليا شمالا إلى المواصي جنوبا”، حيث التقت بنساء يعشن في خيام وملاجئ وأنقاض منازلهن، أخبرنها أنه رغم وقف إطلاق النار، إلا أن “الحرب لم تنتهِ. الهجمات أقل، لكن القتل مستمر”.

قالت: “أنا لست امرأة في غزة، ولا أستطيع الادعاء بمعرفة آلامهن، لكنني أستطيع أن أنقل أصواتهن إليكم اليوم”.

خط الحماية الأخير

وقالت كالتورب إن ما يعنيه أن تكون امرأة في غزة اليوم هو مواجهة الجوع والخوف، وامتصاص الصدمات والأحزان، “وحماية أطفالك من نيران الأسلحة وبرد الليالي. هذا يعني أن تكوني خط الحماية الأخير في مكان لم يعد فيه الأمان موجودا”.

وأكدت أن العديد من النساء يواجهن “خيارات الحياة أو الموت بمفردهن”، مشيرة إلى أن أكثر من 57 ألفا منهن يعلن أسرهن الآن “ويكافحن من أجل إعادة البناء في ظل وضع مستحيل”.

وأوضحت قائلة: “أرتني النساء كيف تغلغلت المياه في خيامهن المؤقتة، مما يجعل الأطفال يرتجفون طوال الليل. هذا ما يعنيه أن تكوني امرأة في غزة اليوم، أن تعلمي أن الشتاء قادم، وأن تعلمي أنك لا تستطيعين حماية أطفالك منه”.

روت المسؤولة الأممية قصة امرأة التقت بها دمر منزلها، “لكنها تعود كل صباح إلى الأنقاض لجمع الحطب، وتحرق الأبواب التي كانت تؤوي عائلتها، فقط لإعداد الفطور لأطفالها”.

© UNICEF/Mohammed Nateel

سيدة فلسطينية تجلس مع أطفالها في شمال غزة.

تحديات جمة

بعد شهر ونصف من وقف إطلاق النار، لا يزال الطعام شحيحا، وأغلى بأربع مرات مما كان عليه قبل الحرب – على سبيل المثال يبلغ سعر البيضة الواحدة دولارين في سوق غزة – وهو “بعيد المنال عن متناول النساء اللواتي لا دخل لهن”.

وأضافت كالتورب أن النساء اللواتي تحدثت إليهن تشردن “مرات لا تحصى” – ووصل العدد لإحداهن إلى 35 مرة منذ بدء الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 – وكل انتقال “يعني حزم القليل من الأمتعة، وحمل أطفالهن، وآبائهن المسنين، والاختيار بين مكان غير آمن وآخر”.

كما أشارت إلى “أزمة النساء والفتيات اللواتي أُصبن بإعاقات جديدة بسبب هذه الحرب”، حيث تعيش أكثر من 12 ألف منهن بإعاقات طويلة الأمد مرتبطة بالحرب.

عزم نساء غزة

رغم هذا الوضع البائس، قالت المسؤولة الأممية إن النساء اللواتي تحدثت إليهن في جميع أنحاء القطاع أعربن عن رغبتهن في العمل والقيادة “وإعادة بناء غزة بأيديهن، وهن جادات في ذلك”.

ووسط التحديات التي تواجههن وعائلاتهن، قالت إن نساء غزة بحاجة إلى استمرار وقف إطلاق النار، وتوفير الغذاء والمساعدات النقدية ولوازم الشتاء، والخدمات الصحية والدعم النفسي والاجتماعي. وأضافت: “لقد طالبن بالعمل والعدالة والكرامة واستعادة حقوقهن. كما طالبن بعودة أطفالهن إلى المدارس”.

وقالت كالتورب إن ما يعنيه أن تكون امرأة في غزة اليوم “يجب أن يدفعنا جميعا إلى العمل، لأنه لا ينبغي لأي امرأة أو فتاة أن تخوض هذه المعركة الشاقة لمجرد البقاء على قيد الحياة”.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : un

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى