المملكة: مختصون لـ"اليوم": العمل التطوعي يعزز الترابط المجتمعي ويؤسس التنمية المستدامة


أكد مختصون أن العمل التطوعي أصبح اليوم أحد أهم ركائز دعم التنمية المستدامة وتعزيزها تماسك المجتمعكأداة فعالة لخلق مجتمع أكثر تماسكاً وقدرة على التطور. وأكدوا أن العمل التطوعي لم يعد مجرد ممارسة اجتماعية، بل أصبح مساراً تنموياً يفتح آفاقاً واسعة للأفراد والمؤسسات لتقديم مبادرات ذات أثر ملموس تساهم في تحسين جودة الحياة، وترسيخ قيمة العطاء والمسؤولية المشتركة.
وقالوا في مقابلتهم مع"اليوم" بمناسبة اليوم العالمي للتطوع يمثل العمل التطوعي منصة حقيقية لتعزيز روح الانتماء من خلال مشاركة الأفراد في خدمة مجتمعهم، مما يعمق التضامن ويقرب المؤسسات والجهات من بعضهم البعض أهداف تنموية مشتركة.
كما يوفر للمتطوعين فرصًا واسعة لاكتساب المهارات القيادية والتنظيمية والتواصلية التي تساهم في تطوير مسارهم المهني وتعزيز حضورهم في سوق العمل.
وأشاروا إلى أهمية تعزيز ثقافة التطوع منذ المراحل الدراسية، ونشر قصص النجاح الملهمة، وتبني مبادرات نوعية تستجيب للاحتياجات الفعلية، وتضمن أثراً متجدداً يخدم الإنسان والمجتمع، ويعزز مسيرة التنمية الوطنية.
تعزيز التماسك المجتمعي
قال مهتم بالشؤون التطوعية "مبارك بن عوض الدوسري" ويسهم العمل التطوعي في تعزيز التلاحم المجتمعي من خلال خلق روح التضامن وتقريب الأفراد والمؤسسات نحو هدف مشترك ينعكس على جودة الحياة، مضيفا أن مشاركة الجميع في خدمة المجتمع يخلق الشعور بالانتماء ويدعم مسار التنمية المستدامة من خلال المشاريع التطوعية التي تلبي الاحتياجات الواقعية وبناء مجتمع أكثر قدرة على التنمية.
وأوضح أن المتطوعين يكتسبون مهارات متعددة مثل القيادة والعمل الجماعي وإدارة الوقت وحل المشكلات، بالإضافة إلى مهارات الاتصال والتخطيط، وهي مهارات تنعكس إيجاباً على تطورهم الشخصي والمهني وتفتح لهم آفاقاً أوسع في سوق العمل.
وأكد أن رفع جودة المبادرات التطوعية يتطلب التخطيط الجيد وتحديد أهداف قابلة للقياس وتوفير التدريب والاعتماد على الشراكات الفعالة والتقييم المستمر، موصياً بتفعيل برامج نوعية تعزز ثقافة العمل التطوعي عبر المراحل التعليمية لضمان التأثير المستدام.
دعم أهداف التنمية الوطنية
من جهتها، أوضحت "د.أريج علي باعشن"وقال المشرف على قسم التطوع والمسؤولية الاجتماعية بجامعة جدة، إن العمل التطوعي يعزز تماسك المجتمع من خلال بناء علاقات تعاونية تعمق روح الانتماء والمسؤولية، كما ينمي مهارات الأفراد ويحفز الدافع للمشاركة الفعالة في خدمة المجتمع.
وأضافت أن المنظمات تستفيد من العمل التطوعي من خلال مبادرات ترفع من جودة الحياة وتدعم أهداف التنمية الوطنية. وأوضحت أن المتطوعين يكتسبون مهارات القيادة والعمل الجماعي والتواصل وبناء العلاقات وحل المشكلات والتفكير الإبداعي وإدارة الوقت، وهي مهارات تمنحهم خبرات عملية تدعم تطورهم المهني وتزيد فرصهم في التوظيف.
وأكدت أن رفع جودة المبادرات التطوعية يتطلب تخطيطاً واضحاً بأهداف قابلة للقياس، وتدريب وتمكين المتطوعين، إضافة إلى المراقبة والتقييم المستمر، والتوصية بنشر قصص نجاح ملهمة، وتعزيز الشراكات بين الجهات والمؤسسات التعليمية لخلق فرص نوعية.
معالجة القضايا الاجتماعية
وفي سياق متصل أشار المشرف الكشفي بتعليم الرياض "غانم عبدالله الغانم" ويعد العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك، حيث يتيح للأفراد المشاركة الفعالة في معالجة القضايا الاجتماعية ويعزز قيمة العطاء والمسؤولية المشتركة، لافتاً إلى أن تكامل جهود المتطوعين مع مؤسسات المجتمع ينتج مبادرات ذات أثر طويل المدى تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بكفاءة.
وقال إن العمل التطوعي يمنح المشاركين خبرات عملية واسعة أبرزها التنظيم والتفاوض والعمل تحت الضغط، إضافة إلى تنمية الحس الإنساني والمرونة، وبناء شبكة من العلاقات تدعم المتطوع مهنياً. وأكد أن ضمان جودة البرامج يتطلب وضوح الرؤية وتحديد الاحتياجات وتوفير البيئة المحفزة وتقدير جهود المتطوعين، مؤكداً أن قياس النتائج والتغذية الراجعة عناصر أساسية لتطوير المبادرات، ومؤكداً أهمية تعزيز ثقافة التخصص في العمل التطوعي وتبني المشاريع ذات النتائج القابلة للقياس.
تعزيز الشعور بالمسؤولية
قال "صالح هليل"وقالت الأخصائية الاجتماعية إن العمل التطوعي يساهم في تعزيز أواصر المجتمع من خلال إحياء روح المشاركة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية المشتركة، وبناء توازن مستقر من الثقة والتضامن، ما يجعله ركيزة أساسية في مسار التنمية المستدامة على مستوى الأفراد والمؤسسات.
وأضاف أن المتطوعين يكتسبون مجموعة واسعة من المهارات عالية المستوى مثل العمل الجماعي وإدارة الوقت والقيادة والتفكير العملي، وهي مهارات تعزز نضجهم الشخصي وتفتح لهم آفاقاً مهنية أكثر تميزاً. وأكد أن المبادرات التطوعية تتحسن جودتها عندما تكون مبنية على أهداف واضحة وتخطيط دقيق وشراكات واعية وقياس دقيق للأثر لضمان استدامة النتائج وتحويل الجهد التطوعي إلى قيمة مجتمعية راسخة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية ترسيخ ثقافة العمل التطوعي من خلال نشر الوعي وتوسيع فرص المشاركة وإبراز النماذج الملهمة، مؤكدا أن المجتمعات التي تكرم العطاء قادرة على صناعة مستقبل أقوى وأكثر توازنا.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر



