المملكة: الجوائز الثقافية الوطنية: منظومة تكرّم المبدعين وتوثّق الحراك الثقافي


على الرغم من مرور خمس دورات منذ إطلاق الجوائز الثقافية الوطنية، والاحتفالات الرسمية والحضور الكبير الذي يصاحب أمسيات الإعلان عن الفائزين، يبقى جزء كبير من العمل الفعلي بعيدًا عن أعين الجمهور.
وبينما لا يرى الجمهور سوى أسماء الفائزين وفلاش عدسات الكاميرا ولحظة الصعود إلى المنصة، فإن خلف هذه الصورة النهائية تكمن رحلة معقدة تمتد لأشهر، تقوم على الفرز والتدقيق والمراجعة للوصول إلى نتائج تعكس أعلى مستويات الدقة والمصداقية.
تبدأ العملية بفتح باب الترشيحات، وهو تقليد أرسخه" الهدف="_فارغ"المشهد الثقافي السعوديحيث تأتي الترشيحات من مختلف المناطق والتخصصات، وتعكس مستوى الحركة الثقافية واتساع دوائرها عاما بعد عام.
وبعد استلام الطلبات، تخضع الملفات لمرحلة فرز أولية بناءً على معايير «الصلاحية» لكل جائزة، للتأكد من استيفائها للشروط الفنية والإجرائية، وأنها تنتمي إلى أعمال مكتملة.
وفي هذه المرحلة تتشكل الصورة السنوية الأولى للحصاد الثقافي، لتكشف عن اتجاهات جديدة في الإبداع والتجارب الشابة. تستمر الأعمال الصاعدة والراسخة في إثراء القطاعات الثقافية المختلفة.
تطوير القطاع الثقافي
تعتبر مرحلة التحكيم من أكثر المراحل حساسية ودقة؛ وتعرض الترشيحات على لجان تضم خبراء ومتخصصين وممارسين في مجالات متعددة، بحيث يتم تقييم كل عمل وفق عدد من المعايير، منها تأثيره الثقافي، وأصالته، وجودته، ومدى ارتباطه بتنمية القطاع الثقافي المحلي.
وغالباً ما تشهد هذه المرحلة مناقشات مطولة للوصول إلى قوائم مختصرة تمثل أعلى مستويات الإنجاز خلال العام، وذلك قبل اعتماد النتائج النهائية.
وبعد الانتهاء من عمليات التحكيم، يتم تفصيل تفاصيل الحفل الختامي على هذا العمل المتراكم. وهنا تتحول الجهود الإجرائية والمعرفية إلى لحظة احتفال جماهيري يكرم المبدعين أمام الجمهور.
رحلة طويلة
وكان اختتام النسخة الخامسة في سبتمبر الماضي بمثابة نقطة التقاء بين هذه الرحلة الطويلة واللحظة التي شهدها الجمهور، حيث ظهرت أسماء جديدة وأضيفت إلى سجل الثقافة السعودية.
وتحولت عملية الترشيح والتحكيم، على مر السنين، من خطوات إدارية إلى سرد ثقافي كامل تخلق من خلاله الجوائز نموذجاً سعودياً فريداً في الاحتفاء بالإبداع؛ نموذج يقوم على الشفافية والدقة، وعلى الإيمان بأن الإنجاز لا يكتمل إلا إذا حصل صاحبه على التقدير المستحق.
وبالتالي، فإن الظهور على المنصة ما هو إلا الفصل الأخير في رحلة تبدأ بملفات الترشيح، وتمتد عبر مناقشات اللجان، وتنتهي بتسجيل أسماء جديدة في ذاكرة الثقافة السعودية، لتؤكد الجوائز الوطنية الثقافية دورها كأحد أهم المبادرات الداعمة للمشهد الإبداعي في المملكة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر


