السعودية 2026: ماذا حققت رؤية 2030 حتى الآن؟ كشف حساب العقد الذهبي للمملكة
أين نحن الآن من رؤية 2030؟

كتبت : منى حمدان
من النفط إلى المستقبل: القصة الكاملة لتحول تاريخي شارف على الاكتمال
مع مطلع عام 2026، تقف المملكة العربية السعودية على أعتاب “المتر الأخير” من ماراثون تاريخي بدأ في 2016.
لم تكن “رؤية 2030” مجرد برنامج اقتصادي، بل كانت عملية “إعادة ابتكار” شاملة لدولة قررت ألا ترهن مستقبلها لتقلبات أسعار برميل النفط.
اليوم، وبينما يفصلنا عن الموعد النهائي 48 شهراً فقط، تبدو النتائج كأرقام قياسية تتحدث عن نفسها.
الاقتصاد غير النفطي: “الحصان الأسود” الجديد
كان الهدف الصريح للرؤية هو رفع مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي. وفي عام 2026، تؤكد المؤشرات الاقتصادية (بناءً على تقارير صندوق النقد الدولي والجهات الرسمية) أن المملكة حققت قفزات نوعية:
تجاوز المستهدفات: سجلت الأنشطة غير النفطية مستويات مساهمة تاريخية تجاوزت 50% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي.
صندوق الاستثمارات العامة: تحول إلى المحرك السيادي الأقوى عالمياً، بمحفظة استثمارية تدعم مشاريع عملاقة (Giga-projects) غيرت مفهوم التنمية الحضرية.
تمكين المرأة: قفزت نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة لتتجاوز مستهدف 30% قبل الموعد المحدد بسنوات، مما ضخ دماءً جديدة في شريان الاقتصاد الوطني.
السياحة.. من “التأشيرة الصعبة” إلى وجهة العالم الأولى
إذا كان هناك قطاع يجسد نجاح الرؤية، فهو السياحة.
في عام 2026، لم تعد السعودية وجهة للسياحة الدينية فحسب، بل أصبحت “عاصمة السياحة العالمية الجديدة”:
العلا والدرعية: تحولتا إلى متاحف مفتوحة تجذب ملايين السياح الباحثين عن الفخامة والتاريخ.
مشروع البحر الأحمر: مع اكتمال معظم منتجعاته في 2026، بات ينافس المالديف والوجهات الأوروبية كأفضل سياحة مستدامة في العالم.
استضافة الفعاليات: “إكسبو 2030” (الذي فازت به الرياض) وكأس العالم 2034، جعل من عام 2026 سنة “التحضيرات الكبرى” للبنية التحتية والربط الدولي.
الرياض.. “نيويورك الشرق” ومركز الثقل اللوجستي
شهد عام 2026 اكتمال العديد من مراحل “مترو الرياض” وتوسع “طيران الرياض” الذي بدأ يربط القارات الثلاث.
المملكة اليوم ليست مجرد ممر، بل هي المركز اللوجستي الأول في المنطقة، بفضل:
المناطق الاقتصادية الخاصة: التي جذبت مئات الشركات العالمية لنقل مقراتها الإقليمية إلى الرياض.
نيوم (NEOM): التي بدأت في 2026 تستقبل طلائع سكانها ومبتكريها، معلنةً بدء عصر المدن “صفرية الكربون”.
كيف تغير وجه المنطقة؟ (الأثر الإقليمي)
لم يقتصر أثر الرؤية على الداخل السعودي، بل أحدثت “عدوى إيجابية” في المنطقة:
التكامل الاقتصادي: الربط الكهربائي والسككي مع دول الجوار.
مبادرة السعودية الخضراء: التي دفعت الشرق الأوسط لتبني سياسات مناخية جادة لزراعة 50 مليار شجرة.
الاستقرار عبر التنمية: تحولت لغة المنطقة من “الصراعات الجيوسياسية” إلى “التنافس الاقتصادي”، حيث تسعى الدول لمحاكاة النموذج السعودي في التحول الرقمي وجذب الاستثمار.
من ملامح الخطاب السياسي السعودي الذي قاد هذا التحول: “إننا لا نملك ترف الوقت، ولا نرضى بأقل من القمة”
4 سنوات على الحلم
بينما يطوي العالم صفحة 2025، تدخل السعودية عام 2026 وهي أكثر ثقة. “جرد الحساب” يثبت أن الرهان على الإنسان السعودي كان الرابح الأكبر.
التحدي في السنوات الأربع القادمة لن يكون في “التحقيق”، بل في “الاستدامة” وضمان أن تظل المملكة دائماً وجهة المستقبل.




