تقارير

%8 نمواً بأعداد أطفال مراكز التعليم المبكر في دبي

وقالت مدير إدارة تمكين أولياء الأمور بالإنابة في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، نهى الرستماني، لـ«الإمارات اليوم» إن مراكز التعليم المبكر في دبي تشهد نمواً مطرداً في أعداد الأطفال يصل إلى 8% سنوياً، مشيرة إلى أن إجمالي عدد المراكز المرخصة في الإمارة وصل إلى 312 مركزاً للطفولة المبكرة، تستضيف أكثر من 29600 طفل في مختلف مناطق الإمارة، ما يعكس التوسع المستمر والحيوي لهذا القطاع.

وأكد الرستماني، على هامش معرض التعليم 2025، أن التعليم المبكر يلعب دورا حيويا في بناء مهارات الطفل وقدراته، وتمكينه من الانخراط في التعليم المدرسي بثقة ومرونة.

وأوضحت أن الحضانات اليوم تعمل على إنشاء جسر تعليمي متين يربط الطفل بالمرحلة الأولى من المدرسة، من خلال برامج تمهيدية توازن بين تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية والقدرات الأكاديمية، ما يجعل الانتقال من الحضانة إلى المدرسة خطوة متعمدة مدعومة بالتأهيل وليس مغامرة مفاجئة.

وذكرت أن «معرض التعليم 2025» يعكس الرؤية التعليمية الشاملة لإمارة دبي، التي تنظر إلى الطفولة المبكرة باعتبارها استثماراً استراتيجياً في رأس المال البشري. كل مبادرة تعليمية وكل نشاط في أروقة المعرض له هدف واحد: أن يبدأ التعليم من أول خطوة، وأول حرف، وأول فضول يلمع في عين الطفل.

مناهج “ما قبل الروضة”: قالت مديرة “حضانتي” هانيا علي زرين، إن مناهج ما قبل الروضة (Pre KG و KG1) تطورت في السنوات الأخيرة لتبتعد عن الأسلوب الأكاديمي التقليدي، وتركز على بناء المهارات التنفيذية والعقلية الأساسية لدى الأطفال، مثل التركيز والتنظيم والتحكم في الانفعالات والتعاون والتفكير النقدي.

وأضافت: “نسعى لتعليم الطفل كيفية التفاعل مع البيئة المحيطة به، وكيفية اكتساب أدوات التفكير وحل المشكلات، وليس الحفظ والحفظ فقط. فعندما يجلس الطفل في المدرسة ويستطيع الاستماع وانتظار دوره والسؤال بأسلوب مهذب، يكون قد اكتسب أدوات التعلم الذاتي، وهذه المهارات لا تأتي من الحروف، بل من الخبرة اليومية داخل الحضانة”.

وأوضحت أن “نجاح تجربة الانتقال من الحضانة إلى المدرسة لا يقاس بعدد الحروف التي يعرفها الطفل، بل بقدرته على التفاعل والانضباط والثقة بالنفس. فكلما شعر الطفل بالأمان النفسي والقبول الاجتماعي، كلما كان اندماجه أسرع وتحقيق نتائج أفضل في الصفوف الأولى”.

من جانبها، قالت مديرة مجموعة مراكز الطفولة المبكرة في دبي، تاتانيا نارجين، إن مشاركة المركز في «معرض التعليم 2025» تأتي في إطار حرصه على تسليط الضوء على تجربة التعليم البريطاني في مرحلة الطفولة المبكرة، من حيث التركيز على التفاعل والابتكار، وتدريب المعلمين على استراتيجيات التعليم المبني على الفضول.

وأكدت أن البرامج التمهيدية هي حجر الأساس في بناء استعداد الطفل للمدرسة، فهي لا تقتصر على نقل المعرفة الأكاديمية فقط، بل تركز أيضاً على تنمية المهارات الحياتية والاجتماعية والعاطفية التي تمكن الطفل من التكيف مع البيئة المدرسية الجديدة.

من جهتها أكدت المربية عائشة عبد الرحمن أن “الانتقال من الحضانة إلى المدرسة لم يعد فجوة تقلق أولياء الأمور والمعلمين، بل هو جسر تأهيلي متين يمكن للجيل الجديد أن يعبره بثقة نحو مستقبله التعليمي”.

وأضافت: “الجودة الحقيقية تبدأ من المعلم، وبالتالي هناك حاجة ملحة للتدريب المستمر لأعضاء هيئة التدريس لتمكينهم من توظيف أحدث أدوات التعلم التفاعلي. ولا تقتصر المنافسة في هذا الحدث الإقليمي الكبير على استقطاب الأطفال وعرض البرامج فحسب، بل تقديم تجربة تعليمية متكاملة تغرس في الطفل حب المعرفة منذ أول حرف يتعلمه”.

البرامج التمهيدية الدولية

وبحسب رصد الإمارات اليوم، تعتمد حضانات دبي مجموعة متنوعة من البرامج التمهيدية العالمية، التي تهدف إلى إعداد الأطفال نفسياً ومعرفياً للانتقال إلى التعليم الرسمي، بما يعكس تنوع البيئة التعليمية في الإمارة.

يعد المنهج البريطاني (EYFS) – مرحلة السنوات الأولى التأسيسية – أحد أكثر الأطر انتشارًا، حيث يركز على تطوير جوانب التعلم السبعة، بما في ذلك التطور اللغوي والاجتماعي والعاطفي والجسدي، من خلال الأنشطة التفاعلية القائمة على اللعب والاستكشاف.

نماذج التعلم المدمج

كما تعتمد العديد من الحضانات نماذج تعليمية مدمجة تجمع بين منهج مونتيسوري ومنهج ريجيو إميليا والتعلم الحر القائم على اللعب، لتشجيع الطفل على الاكتشاف والتجربة واتخاذ القرارات، بدلاً من التلقين. وفي الوقت نفسه، ظهرت برامج محلية متخصصة، مثل “برنامج المسارات الانتقالية” الذي يهدف إلى دعم عملية الانتقال من الحضانة إلى المدرسة من خلال تدريب المعلمين على أساليب الإعداد المبكر وتنمية المهارات الحياتية للأطفال.

وتولي بعض الحضانات المشاركة في «معرض التعليم 2025» اهتماماً خاصاً بثنائية اللغة، من خلال برامج توازن بين اللغتين العربية والإنجليزية منذ المراحل الأولى، لتعزيز الهوية والانتماء الثقافي إلى جانب الاستعداد الأكاديمي.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى