الإنسان يقضي 90% من وقته داخل أبنية مغلقة ودمج عناصر الطبيعة ضرورة للمدن الذكية

أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلفان جمعة بالهول، أن المدن حول العالم تواجه خمسة تحديات محورية في طريقها نحو المستقبل، مؤكداً أن إمارة دبي تواصل دورها الرائد في صياغة الحوارات الدولية حول مستقبل المدن، من خلال نهج قائم على التعاون والابتكار وتوظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسانية وتعزيز استدامة الحياة.
وقال خلال كلمته في اليوم الثاني من فعاليات «أسبوع مدن المستقبل»، إن مستقبل المدن يتطلب التنسيق المتناغم بين الإنسان والتكنولوجيا والطبيعة، مؤكداً أن دبي تمثل اليوم منصة عالمية لإطلاق الأفكار والرؤى القادرة على تشكيل مدن أكثر ذكاءً واستدامة وإنسانية.
وأوضح بلهول أن التحدي الأول هو استهلاك الطاقة، حيث تمثل المدن نحو 75% من إجمالي الطاقة في العالم، ومع ذلك يتم هدر جزء كبير منها قبل الاستخدام، مؤكدا أهمية التحول من الأنظمة التقليدية إلى شبكات الطاقة الذكية والديناميكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمية للتنبؤ بالاحتياجات وإعادة توزيع الفائض.
وأضاف أن «الطاقة الديناميكية» ستكون ركيزة أساسية لمدن المستقبل، التي ستعمل ككائنات حية تستجيب لاحتياجات سكانها في الوقت الحقيقي.
وفيما يتعلق بالتحدي الثاني المتعلق بتوزيع الحرارة، أشار إلى أن التفاوت الحراري أصبح شكلا جديدا من أشكال عدم المساواة، حيث يتم تبريد 15% فقط من المنازل في المناطق الساخنة، داعيا إلى اعتماد ثورة المواد كحل محوري، من خلال استخدام مواد مبتكرة مثل الطلاء النانوي والعوازل المتقدمة لتحويل “الغابات الخرسانية” إلى بيئات حضرية ذكية تعزز جودة الحياة.
أما التحدي الثالث فهو تزايد الانفصال عن الطبيعة، حيث يقضي الفرد أكثر من 90% من وقته داخل المباني المغلقة، مؤكدا ضرورة دمج عناصر الطبيعة في المدن باستخدام تقنيات تحاكي الضوء والرياح والبيئة الطبيعية داخل الفضاءات الحضرية.
وفيما يتعلق بتحدي المياه، أشار إلى أن 1% فقط من مياه الأرض صالحة للاستخدام، لافتاً إلى أهمية الاستثمار في “تكنولوجيا المياه” القائمة على الأنظمة الذاتية والذكاء الاصطناعي، لاستباق النقص والتوسع في تقنيات تحلية المياه المعتمدة على الطاقة المتجددة، بهدف تحويل الندرة إلى وفرة.
ويتعلق التحدي الخامس بتدهور التنوع البيولوجي، حيث يوجد نحو مليون نوع مهدد بالانقراض.
وقدم بلهول رؤية لمدن المستقبل باعتبارها ملاذاً لجميع أشكال الحياة، من خلال دمج البيئات المطبوعة رباعية الأبعاد والأنظمة البيئية الذكية التي تتطور بالتوازي مع الإنسان.
وأكد أن دبي تقدم نموذجاً عملياً لتنفيذ هذه الرؤى، مستشهداً بمشروع «دبي ريف» الذي يوظف الروبوتات والابتكار البحري لبناء أحد أكبر أنظمة الشعاب المرجانية الاصطناعية في العالم، وبالتالي تعزيز استدامة البيئة البحرية واستعادة التوازن للتنوع البيولوجي، وغيرها من مشاريع الاستدامة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




