المملكة: اقتصادي لـ"اليوم": عروض فبراير تنعش الأسواق وتغذي النزعة الاستهلاكية


الأسواق المحلية والعالمية تشهد حملات خصم واسعة مثل «الجمعة السوداء» وعروض فبراير، التي أصبحت ظاهرة اقتصادية وسلوكية في الوقت نفسه، لتأثيرها المباشر على قرارات الشراء والمشهد التجاري بشكل عام.
الحملات وسلوك الشراء
وأشار المحلل المالي الدكتور حسين العطاس إلى أن هذه الحملات تحدث تغييرا مؤقتا في سلوك المستهلكين، حيث تدفعهم لاتخاذ قرارات شرائية أو زيادتها بدافع الاستفادة من فرص محدودةمما ينعكس إيجاباً على حجم المبيعات والسيولة في الأسواق. إلا أن هذا السلوك قد يؤدي في بعض الأحيان إلى ميل استهلاكي غير مدروس يتجاوز الاحتياجات الفعلية.
ويضيف العطاس أن تحديد الأيام خصومات محددة ليست عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية تسويقية نفسية تهدف إلى خلق ما يعرف بـ”حدث الشراء الجماعي”، وهو عامل قوي لتحفيز الطلب من خلال شعور المستهلك بأن الفرصة مؤقتة ولن تتكرر. يسمح هذا التوقيت المحدد أيضًا بتنسيق الحملات الإعلانية والترويجية بطريقة تضاعف تأثيرها التسويقي.
توقيت العروض وتحفيز الاقتصاد
أما اختيار أيام محددة من الشهر لإطلاق العروض، فعادة ما يرتبط بتوقيت دفع الرواتب أو المواسم ذات القوة الشرائية العالية، مثل نهاية الشهر أو فترات العطلات، مما يعزز فرص تحقيق مبيعات أعلى وتحريك الأسواق في أوقات محددة. ومن خلال ذلك تسعى الشركات في كثير من الأحيان إلى تحفيز الطلب وتحقيق التوازن في المبيعات خلال فترات الركود النسبي.
ويؤكد العطاس أن أهداف هذه الحملات تجمع بين تحفيز الاقتصاد وزيادة المبيعات من جهة، والتخلص من المخزون وتحسين تداول رأس المال من جهة أخرى. وفي الاقتصادات المتقدمة، يعد وسيلة لدعم الإنفاق وتحفيز النشاط التجاري، بينما يستخدم في بعض الأسواق لإدارة المخزون بكفاءة استعدادا للمواسم الجديدة.
ويختتم العطاس حديثه بالإشارة إلى الفرق بين التخفيضات الموسمية والعروض المستمرة، موضحا أن الأول يرتبط بوقت أو مناسبة محددة، مثل نهاية الموسم أو شهر رمضان، وعادة ما يهدف إلى تحفيز الشراء السريع أو التخلص من المخزون، في حين تستخدم العروض المستمرة كاستراتيجية طويلة المدى لبناء ولاء العملاء وتعزيز الانطباع بأن الأسعار تنافسية دائما.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر



