مال و أعمال

الذكاء الاصطناعي يعيد «إحياء الذكريات» بصور رقمية تفاعلية

وشهدت الفترة الأخيرة توسعا ملحوظا في استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة، والتي ظهرت من خلالها جوانب تنافسية قوية، وابتكارات جديدة فيما يعرف بـ”تقنيات الذاكرة الرقمية”، والتي تعتمد على رقمنة التجارب والصور الشخصية وتخزينها واسترجاعها بطرق تفاعلية مبتكرة، مما أتاح للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورا متزايدا في إعادة بناء الذكريات وإحيائها بالصور الرقمية المتحركة.

وطرحت العديد من الشركات في الأسواق المحلية والعالمية مبادرات وأنظمة تعتمد على هذه التقنيات بهدف توظيفها في مختلف المجالات سواء للأغراض الطبية أو التعليمية أو الترفيهية.

وتضمنت هذه المبادرات استخدام اللوحات الرقمية المتقدمة القادرة على تحويل الصور القديمة لأفراد الأسرة في مختلف المناطق إلى تجارب رقمية تفاعلية يتم عرضها بشكل حيوي عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وتعتمد الابتكارات الجديدة على قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإعادة بناء التجارب البصرية والحسية التي ربما تلاشت أو ضاعت مع مرور الوقت، وهي مفيدة بشكل خاص في المجالات الطبية، حيث تستخدم الخوارزميات المتقدمة لإنشاء صور أو مقاطع فيديو قصيرة بناءً على وصف تفصيلي للذكريات الشخصية، مما يساعد المرضى الذين يعانون من حالات مثل مرض الزهايمر على استرجاع تفاصيل من ماضيهم، مما يساهم في تحسين حالتهم النفسية وتعزيز تواصلهم الاجتماعي مع عائلاتهم ومحيطهم.

وتوفر هذه الابتكارات الحديثة وسائل أكثر تقدما لحفظ الذكريات والبيانات والأحداث وأرشفتها رقميا، حيث تتيح حفظ الصور والبيانات من التلف أو الضياع على المدى الطويل، بعد تحويلها إلى مقاطع مرئية متحركة تتفاعل مع البيانات التاريخية للشخصيات والأماكن، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد ما يعرف بـ”التوائم الرقمية”.

وتتيح هذه التقنية إحياء ذكريات المتوفين بشكل تفاعلي، من خلال أنظمة الواقع الافتراضي والمعزز، لإعادة خلق لحظات مهمة من الماضي بطريقة مؤثرة وعاطفية.

كما وجدت هذه التقنيات طريقها إلى القطاع التعليمي، حيث يتم استخدامها لإنتاج محتوى تفاعلي يظهر شخصيات تاريخية أو أحداث ماضية في مقاطع محاكاة واقعية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وتستخدم هذه المقاطع في تدريس التاريخ والجغرافيا والعلوم الأخرى، من خلال السبورات الذكية أو نظارات الواقع الافتراضي، مما يجعل عملية التعلم أكثر تشويقاً وغنية بالمعلومات المرئية.

وتعليقاً على تطور هذه التقنيات، قال نامونغ جو، الرئيس التنفيذي لشركة جي إل ستاندرد، إن «تقنيات إحياء الذكريات رقمياً من خلال الذكاء الاصطناعي تعد من أكثر الابتكارات تطوراً في العصر الحالي، حيث فتحت آفاقاً جديدة لم تكن متاحة سابقاً في مختلف القطاعات».

وأضاف جو لـ«الإمارات اليوم» أن الأسواق التقنية تشهد حالياً منافسة متزايدة في هذا المجال، مشيراً إلى طرح شاشات ولوحات ذكية تستخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء الصور والفيديوهات وإعادة إنتاج الأصوات بطريقة تفاعلية، بهدف تحويل الذكريات إلى تجارب رقمية حية تعزز التواصل البشري بجوانب أعمق وأكثر واقعية.

من جانبها، قالت مديرة المشروع في iFlyTech، حليمة جبالي، إن “تقنيات الذكريات الرقمية تمنح العائلات فرصة فريدة لاستعادة لحظات ثمينة من الماضي”، موضحة أن هذه التقنيات تتيح تحويل الصور القديمة إلى صور متحركة عبر الذكاء الاصطناعي، لتلبية احتياجات العائلات في استرجاع ذكرياتهم، سواء مع الأفراد الذين لا يزالون على قيد الحياة أو الذين رحلوا.

وأضافت أن اللوحات والشاشات المخصصة لهذا الغرض يتم عرضها في المنازل كإطارات رقمية ذكية، تحتوي على صور الأقارب أو الأحباء المتوفين، مع إمكانية تحريكها داخل الإطار بمقاطع قصيرة واقعية، مما يضفي عليها طابعاً عاطفياً وعاطفياً.

. يمكن إنتاج محتوى تفاعلي يظهر شخصيات تاريخية أو أحداث ماضية في محاكاة واقعية.

. تساعد التقنيات الجديدة مرضى الزهايمر على تذكر تفاصيل من ماضيهم.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى