الذكاء الاصطناعي اختبار للقيم الإنسانية

أكد خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي ومسؤولون في الإدارة الحكومية أن الذكاء الاصطناعي يعد اختباراً للقيم الإنسانية في عصر البيانات المفتوحة، معتبرين أن مسؤولية استخدام الأدوات وتحقيق الشفافية تعتبر المعادلة الأصعب في العالم حالياً. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن هناك تقريراً إقليمياً حديثاً يتم إطلاقه بالشراكة مع «جوجل» حول حوكمة الذكاء الاصطناعي في 10 دول عربية، موضحين أن التحول الرقمي أصبح ضرورة تقود مستقبل الحوكمة والقيادة في العالم العربي، وهو ما يدعو إلى تمكين القادة بأدوات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الشفافية والمسؤولية في توظيفها.
وقال الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية الدكتور علي بن سباع المري لـ«الإمارات اليوم» على هامش المنتدى العربي للإدارة العامة في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، إن تمكين القيادات الحكومية من تبني وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة ملحة وليس خياراً، خصوصاً أن العالم اليوم يشهد مرحلة تحول غير مسبوقة يقودها الذكاء الاصطناعي الذي أصبح جوهر التغيير في مختلف القطاعات.
وأضاف: «يجب على القادة أن يقودوا شخصياً عملية التحول نحو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وأن يكونوا مؤهلين وقادرين على فهم هذه التقنيات وتوظيفها في تطوير الأداء الحكومي وتمكين الموظفين من استخدامها بفعالية»، مضيفاً أن ذلك يتطلب تبني ثقافة التعلم المستمر، خاصة أن أهميتها اليوم أكبر من أي وقت مضى.
وتابع: “الذكاء الاصطناعي لن يغير القادة، لكنه سيغير من لا يتعلم، والقائد الذي لا يطور نفسه ولا يستخدم هذه التقنيات سيجد نفسه خارج دائرة النفوذ في المستقبل”.
وأشار إلى أن التعلم لم يعد يقتصر على البرامج التدريبية التقليدية، بل أصبح مفتوحا ومتاحا، بفضل التطور الرقمي وانتشار مصادر المعرفة عبر الإنترنت وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ورداً على سؤال الإمارات اليوم حول الحوكمة، أكد رئيس شعبة الحوكمة وبناء الدولة في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، الدكتور يونس أبو أيوب، أن مسألة تحقيق التوازن بين الشفافية والنزاهة من جهة، واستخدام الخوارزميات وتقنيات الذكاء الاصطناعي من جهة أخرى، تمثل تحدياً عالمياً لا يقتصر على العالم العربي وحده، بل يواجهه المجتمع الدولي برمته.
وقال: «التحديث التكنولوجي والذكاء الاصطناعي ليسا غاية في حد ذاتهما، بل هما وسيلة لتحقيق الهدف الأسمى، وهو بناء مؤسسات أكثر صدقا وكفاءة وعدالة».
وقال إن الإمارات تمثل نموذجاً متقدماً في مجال تحديث الإدارة العامة واستخدام الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن دبي قطعت خطوات كبيرة جعلتها في طليعة الدول العربية في هذا المجال. وأضاف أن المملكة العربية السعودية وقطر تحققان أيضاً تقدماً ملحوظاً في مجال التحول الرقمي وتعزيز الذكاء الاصطناعي في أنظمة العمل الحكومي.
وقال مدير قسم أبحاث السياسات في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية الدكتور فادي سالم لـ«الإمارات اليوم» عن تفاصيل التقرير الإقليمي الجديد حول حوكمة الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية بالشراكة مع جوجل: إن «إعداد التقرير جاء بالشراكة بين كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية وجوجل والأنظمة الاقتصادية ذات الصلة في المنطقة العربية»، مؤكداً أن هذا المشروع البحثي يأتي تتويجاً لعام كامل من العمل الأكاديمي المكثف، بهدف دعم صناع القرار ووضع سياسات فعالة في هذا المجال. السيرة الذاتية.
وأوضح أن التقرير ركز على تحليل واقع الذكاء الاصطناعي في 10 دول عربية، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الحكومات في حوكمة هذا القطاع، بالإضافة إلى المعوقات التي تعيق نمو واستدامة الشركات الناشئة العاملة في مجالات الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
وأضاف: “يسعى التقرير إلى تقديم صورة واقعية عن جاهزية الدول العربية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحديد نقاط القوة والفرص التي يمكن البناء عليها، بالإضافة إلى التحديات التي يجب معالجتها بشكل عاجل لضمان تسريع وتيرة التحول الرقمي في منطقتنا”. وأكد أن “الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في بناء المستقبل الاقتصادي والمعرفي للدول. ومن هنا تأتي أهمية وجود رؤية عربية موحدة لحوكمة هذا القطاع، توازن بين الابتكار والمسؤولية، بين الانفتاح التقني والحفاظ على القيم الإنسانية”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




